لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر مستوى فكر الشعوب وثقافتها الاجتماعية و إظهار درجة مدى وعيها الجماعي، و فيما يخص الشعوب في العالم العربي فقد ساهمت في نشر التفاهات ونقل المعلومات والأخبار المضللة والخاطئة .
أما فيما يخص الشعب المغربي، فقد حصل فيه تفرد قليلا في كثير من الأمور عن باقي العالم العربي وجعل من هذه الوسائل مكان لفرض رأيه على حكومته وانتقادها بشدة بل وقد عمد الى حملة مقاطعة لمنتوجات معينة وكذلك جعلها منصة للدفاع عن بلده وهويته.
وآخر ما أظهره في وسائل التواصل الإجتماعي إطلاق هاشتاق للكشف عن سر المهنة (سر مهني) ، والذي لقي تفاعلا كبير من مختلف شرائح المجتمع المغربي، لكن الغريب أن الوسائل الإعلامية الرسمية لم تقم بخطوة لجعل هذا السر في صالح تطوير المجتمع وإعادة مختلف الشرائح للمسار الصحيح ولم تقدم السلطات اي تفسير لكل الأسرار التي تم الكشف عنها في كل الميادين .
وعلاة على ما تقدم، فقد أسفر السر المهني عن صدمة عميقة وموجعة للشعب ليس لأنه لا يعلم بوجود تلك الاختلالات الغير اخلاقية والغير الطبيعية ، بل لأنه يعلمها ويطبع معها في صمت مطبق بين مجتمع وإدارات ومسؤولين.
إن هذه الفضائح توضح جليا القيم الأخلاقية الحقيقية لنا غيابا تاما للمراقبة من طرف المسؤولين ، وعدم تشديد العقوبات على المخالفين ، و عدم وجود الدور الفعال لجمعية حماية حقوق المستهلك ، و انعدام الخوف من الله و من القانون ، و انتشار منطق “الغاية تبرر الوسيلة” للربح السريع ولو على حساب صحة المواطن و قدرته الشرائية، و أيضا انعدام التربية الصحيحة والأخلاقية للأطفال من طرف الأسرة و المدرسة ، لأن هذا الطفل هو المستقبل (المسؤول، والخباز، والتاجر ، والطبيب، والمحامي ……) .
و ختاما ، فإن ما أفرزه هذا الهاشتاق من فضائح جعل الجميع معنيين بالأمر ( مسؤولين و شعبا ) ، في ظل انغماسهم في الفساد نفسه حتى النخاع و إدعاء البراءة .