فشل النظام العسكري الحاكم في الجزائر في كسب أي تأييد عربي للجامعة العربية و مجلس التعاون الخليجي، للتضامن معه حول الأزمة التي إفتعلها ضد إسبانيا.
و فشل رمطان لعمامرة في كسب تأييد أي عضو بالجامعة العربية، لعقد إجتماع طارئ حول الأزمة السياسية بين الجزائر وإسبانيا، بينما إبتعد مجلس التعاون الخليجي بشكل كلي عن الخوض في ترهات النظام العسكري الحاكم في الجزائر، بسبب السموم التي ينفثها جنرالات “المرادية” ضد الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
على عكس الجزائر، كانت الجامعة العربية و البرلمان العربي و مجلس التعاون الخليجي قد أصدروا بيانات رسمية شديدة اللهجة تضامناً مع المغرب عقب الأزمة التي نشبت بين المغرب و إسبانيا عقب فضيحة زعيم تنظيم البوليساريو.
وفي نفس السياق ، أطلع وزير خارجية الجزائر رمطان لعمامرة نظيره الفرنسي كاثرين كولونا على أزمة بلاده مع إسبانيا بعد دعم حكومة مدريد مقترح الحكم الذاتي بالصحراء المغربية.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزيري البلدين، الإثنين، هو الأول من نوعه من وزير الخارجية الفرنسية الجديدة كاثرين كولونا، وفق بيان للخارجية الجزائرية.
وذكر البيان، أن الوزيرين “ناقشا العلاقات الثنائية إلى جانب القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”.
وأوضح البيان أن الجزائر “تتمسك بأن تكون العلاقات بين الشركاء في منطقة البحر الأبيض المتوسط موافقة للشرعية الدولية، وأن تكون بمنأى عن أي توتر نتيجة سياسات الهروب إلى الأمام غير المسؤولة”.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان نشر على موقعها الإلكتروني، إن الوزيرين “تناولا التطورات الأخيرة للعلاقات الجزائرية – الإسبانية”.
وأوضح البيان أن “الوزيرة أكدت تمسكها بعلاقات جيدة بين الشركاء الأوروبيين والجيران في الضفة الجنوبية للمتوسط”.
ونقل البيان عن كولونا “ثقتها بأن الحوار سيسمح بتجاوز التحديات المشتركة”.
والأربعاء، أعلنت الجزائر تعليق معاهدة صداقة مع إسبانيا، في ثاني خطوة دبلوماسية بعد سحب السفير احتجاجا على تغيير مدريد موقفها من قضية الصحراء المغربية.
وأعلنت الرئاسة الجزائرية في بيان، “التعليق الفوري لمعاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون مع إسبانيا، الموقعة في 8 أكتوبر 2002”.
وجاءت الخطوة، بعد ساعات من تصريحات لرئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، أمام أعضاء البرلمان، جدد فيها التمسك بقرار له في مارس الماضي، بدعم مبادرة الحكم الذاتي التي تقترحها الرباط في الصحراء المغربية.