الكل يعرف أن شواهد الباكالوريا في كل دول العالم، هي الشواهد التي تثبت، أن المرشح ختم و أنهى بنجاح دراسته الثانوية، وأصبح مؤهلا ليبدأ دراسته الجامعية ،التي تكون كلها دراسة تخصصية، تأهل الطالب للتكوين بفرع واحد من العلوم، او الأداب، او التربية، ليتوج مساره الدراسي بالتخرج بعد الحصول على دبلوم أو شهادة جامعية في تخصص ما، ويصبح على إثرها الخريج، أوفر حظا للحصول على فرصة عمل في ميدان تخصصه، وللإندماج في محيط مجتمعه ،وقد يحدث أن يرغب الحاصل على الباكالوريا ، في متابعة دراسته في دولة أخرى بعيدا عن وطنه ، وسط بيئة تختلف عن بيئته ، لمعاشرة أناس آخرين ،والاختلاط بهم، ويبادر إلى طلب التسجيل بكلية من الكليات الأجنبية التي يرغب في الإنتساب إليها ، لكن قد يحدث أن يقدر مسؤولوا البلد المضيف، أن مستوى الشهادة ببلد الضيف، لا يرقى لمستوى شهادة بلدهم ، ويرفضون تسجيله بكليتهم المطلوبة، لأنهم لا يعترفون بالشهادة التي جاء بها الطالب، و يفرضوا عليه إن كان يرغب و يتمسك بالتسجيل بالكلية التي اختارها ،أن يعيد اجتياز شهادة البكالوريا المحلية للبلد المضيف، وعند حصوله عليها، أنذاك يرحب به ليدرس بالكلية كباقي الطلبة المحليين، دون أية ممانعة أو تمييز ، السنة الماضية لعلكم كلكم تتذكرون، أن دولة الجزائر العبقرية قطعت الأنترنيت على كل البلد بمناسبة اجتياز تلاميذها، امتحانات شهادة الباكالوريا، وبررت القوة الضاربة ذلك دون خجل ، بأنها فعلت ما فعلت لمحاربة الغش في الإمتحانات، وكانت نكتة العالم المعاصر ، إذ لم يسبق في التاريخ الحديث ، أن قطع الأنترنيت بسبب تافه كهذا ،وبعد تندر العالم بأسره بسياسة الجزائر المبتكرة، والفريدة ، في محاربة الغش، وتداوله لما تسببت فيه هذه السياسة من كم هائل من الخسائر الإقتصادية الفادحة والفاضحة لدولة الجزائر ، خرج مجيدو ، رئيس الجزائر ، الناطق باسم الحكومة العسكرية أمام شاشات الصحافة ، يندد هو الآخر بالإنقطاع ، ويقول أن ذلك كان خطأ، ويتعهد بأنه لن يتكرر مرة أخرى ، …لكن هذه الأيام من هذه السنة ، التي تصادف اجتياز فترة أمتحانات الباكالوريا بالجزائر ، فجأة خرج ولم يعد ! أتعرفوم من ؟ إنه السيد الأنترنيت ، والكل يسأل عنه حتى كادوا أن يطلبون إذاعة خبره ببرنامج مختفون، مما أثار الكثير من اللغط ، والجدل ، وادعى الكثير بأن السبب في انقطاع الأنترنيت عن الدولة بالكامل ، هو سياسة القوة الضاربة المعتادة ، في محاربة غش الباكالوريا ، وحجتهم في ذلك ظرف الزمان والمكان المشابه لظرف زمان و مكان السنة الماضية ، والذي أقرت بفعلها فيه حكومة الجزائر العظيمة، لكن أصارحكم القول، أنني أنا نبيل هرباز لم أقتنع بهذا السبب، و إن سألتموني لماذا ؟ سأقول لكم لثلاثة أسباب:
أولا : الباكالوريا ماهي إلا شهادة من الشهادات ، وهناك شواهد أخرى أقل أوأكثر قيمة منها تجتاز امتحاناتها سنويا وتعرف ظاهرة الغش ، فلماذا لا تقطع الجزائر الأنترنيت أيام امتحاناتها الأخرى ،؟
تانيا : أن فخامة مجيدو تبون الذي هو من يحكم البلاد ولا أحد غيره، كما نعلم ، والذي عودنا على أنه نزيه ولايكذب ، وأنه يوفي بكل وعوده ، … تعهد أمام الصحافة بصفة شخصية السنة الماضية، بأن مشكل قطع الأنترنيت لمحاربة غش البكالوريا كان خطأ، و لن يتكرر أبدا ، وبما أن وعد الحر دين عليه ، ومجيدو حر ، وإن كان الكل يقول أنه مجرد غلام ورثه شنقريحة مع ما ورث من تركة القايد صالح،لذا أرى أن الأمر لا علاقة له بمحاربة غش امتحانات الباكالوريا
ثالثا : لو تساءلنا إذا ، كيف يمكن تبرير غياب الانترنيت بالضبط في أوقات اجتياز الباكالوريا السنة الماضية وهذه السنة؟ ، الجواب سيكون ، ألا يمكن تصور متلا أن الانترنيت بما أنه أجنبي يعمل بالجزائر، ونسمع دائما بأنه يجد مشاكل في التأقلم بهذه الدولة لدى اشتغاله عند الجيران ، تدفقه تقيل، وبطيء جدا، وينقطع ومعناه أنه لحد الساعة دون المستوى في بيئة الجزائر ، ألا يمكن أن السلطات الجزائرية قيمت أداءه ، وجدته ضعيف ، و مستواه لا يتعدى مستوى الباكالوريا جزائرية ، وألزمته بأن يدرس، ويجتهد ليحسن مستواه، وأرغمته عل اجتياز امتحانات شهادة الباكالوريا الجزائرية ، السنة الماضية ، والدليل على ذلك أنه غاب بالضبط في فترة إمتحاناتها ، وأكيد وجدها أكبر من مستواه، و لم ينجح وكرر السنة ، وقدم هذه السنة أيضا ترشيحه من جديد ، ولذلك سجل غيابه مرة أخرى هذه السنة ،دعاؤنا جميعا للطالب الأنترنيت بالتوفيق والنجاح هذه السنة حتى لا يغيب السنة القادمة فجأة على كل من تعودوا على وجوده.