كلمة الجامع المانع هي العنوان الذي اخترته للوحة صديقي بابا حميد لهذا اليوم، وذلك لأن العلماء العرب يطلقون هذا الوصف على أي إبداع أو تأليف ينجز ، ويكون شافي وكافي، كمرجع للمهتم، يغنيه عن البحث في غيره ليتعلم، او ليفهم ما يريد:
وأنا أرى لوحة بابا حميد لهذا اليوم تتكلم وتنطق، لتصف حال وسياسة نظامين جارين وكيفية اشتغالهما ، النظام الأول : نظام مغربي ملكي، جاد، على رأسه ملك، متمرس ومسؤول، يختار مساعديه بعناية خاصة، من بين أكثر أبناء شعبه كفاءة ، يشجعهم على العمل معه ، و في نفس الوقت يراقبهم، ويتابع خطواتهم ، ويظهر هذا فقط من خلال صورة صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلف (والذي نطلب من العلي العظيم ان يشفيه ويطيل في عمره ويجعله ذخرا لهذا الوطن)، ثلاثة من المسؤولين المغاربة الذين اختارهم بابا حميد ، على سبيل المثال لا للحصر، ليعكس لنا صورة ما عليه الحال بالمغرب، لأن هؤلاء الثلاثة، نالوا رضا المغاربة ، ملكا وحكومة ، وشعبا، ..وهم مولاي حفيظ العلمي وزير الصناعة والتجارة والاستثمار و الإقتصاد الرقمي السابق، وناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي ، والمغاربة المقيمين بالخارج ، وفوزي القجع الوزير المنتدب و رئيس الجامعة المغربية لكرة القدم ، فوضع لنا الكاريكاتير مولاي حفيظ العلمي في المرتبة الأولى على البوديوم ، وأكيد أنه يقصد بهذا البوديوم، بوديوم إفريقيا ، وكلنا نعلم أنه قبل مجيء مولاي حفيظ العلمي للحكومة ،كانت جنوب إفريقيا تحتل المرتبة الأولى إفريقيا في صناعة وتصدير السيارات ، إلا أن المغرب إنتزع منها الصدارة بعد عمل العلمي، وبفضل طبعا كل رجالات المغرب الذين اشتغلوا إلى جانبه، لتحقيق هذا الإنجاز ، اما دوليا فيكفينا فخرا أمام العالم ما جاء على لسان العلمي، أمام البرلمان عندما قال كل طائرة تجارية تطير اليوم في كوكب الأرض، إلا وبها على الأقل قطعة مغربية الصنع ، وبإيجاز هذا ما جعل الكاريكاتير يعطي مولاي حفيظ العلمي المرتبة الأولى إفريقيا، و يضع الميدالية الذهبية على عنقه بخصوص ميدان الإستثمار والتصنيع ، ونجد أيضا بالرسم ناصر بوريطة هو الآخر يحتل المرتبة الأولى ، وهو شخصية لها شعبية كبيرة ومحبوبة لدى المغاربة، ويعرفه المغاربة، أكثر من معرفتهم لمن سبقوه في هذا المنصب، ويكفي أن نعلم أن ناصر بوريطة وضع فيه صاحب الجلالة ثقته كوزير منتدب لدى وزارة الشؤون الخارجية ابتداء من سنة 2016 ،أي تزامنا مع قرار صاحب الجلالة العودة لاسترجاع مكانة المغرب في إفريقيا، سياسيا واقتصاديا ، ومعناه أن الملك التقط فيه بروفيل المساعد الكفؤ والمناسب، الذي سينجح في تطبيق خطته وتكتيكه في السياسة الخارجية، منذ سنة 2016 ، وبالفعل منذ هذه السنة، نجح المغرب إفريقيا ليس فقط في استرجاع عضويته بالاتحاد الإفريقي التي ضلت شاغرة، وإيقاف الحملات والقرارات العدائية التي كانت تمررها الجزائر، وجنوب إفريقيا مستغلين غيابه عنه، ومكانه الشاغر ، ولكن المغرب نجح أيضا في الحصول على زعامة إفريقيا سياسيا بأفكاره وحلوله النيرة ، واقتصاديا بلستثماراته و شراكاته، مع دولها في إطار سياسة رابح رابح ، بالإضافة لمكاسبه السياسية الخاصة بقضيته الأولى ، وإنتصاراته الواضحة على الجزائر ، وكلنا يعرف ما آل إليه الوضع سياسيا، بخصوص ازمة الكركرات …إعتراف امريكا بمغربية الصحراء ، وفتح قنصليات دول بالداخلة والعيون …. وما آل إليه الحال بخصوص أزمة إسبانيا …أزمة ألمانيا …وغيرها، و كلها انتصارات على الجزائر ، ومخططاتها الماسة بوحدتنا الترابية ، ومن تم يستحق بوريطة العلامة الكاملة ورقم واحد فوق البوديوم بميداليته الذهبية باللوحة ، هناك أيضا فوزي القجع ، ويكفي أن نذكر هيمنة الفرق المغربية على البطولات الإفريقية في شخص البطلين الوداد الرياضي ، ونهضة بركان ، اللذان أحرزا للمغرب على التوالي ، كأس أبطال إفريقيا ، وكأس كؤوسها، وأيضا كأس السوبر التي ضمنا أنها مغربية مائة بالمائة ، وتأهل المغرب لمونديال قطر ، هذه الإنجازات وحدها تضع فوزي القجع فوق البوديوم والمرتبة رقم واحد إفريقيا،في كرة القدم ، واستحقاقه للميدالية الذهبية على إنجازاته الباهرة إفريقيا، لكن تفوق الفرق المغربية في كرة القدم ، أثار الكثير من اللغط، والتشكيك عند الشعب الجزائري، الذي تساءل أين هي القوة الضاربة في كرة القدم، أمام إنجازات المغرب كرويا هذه السنة ، لكن نظامه أقنعه كالعادة ، بواسطة إعلامه الفاسد، بأن فوزي القجع فاسد ويقوم بأعمال غير أخلاقية بالاتحاد الإفريقي، لجعل المغرب يحقق المراتب الأولى إفريقيا ..لذلك كاريكاتير بابا حميد وضع علامتي استفهام على رأسي مولاي حفيظ العلمي ، وناصر بوريطة ، وكأنه يخاطب النظام الجزائري ويقول له، لو افترضنا جدلا أن فوزي القجع هو من يستغل منصبه ويناور لجلب نتائج غير مستحقة للفرق المغربية ، ليحتلوا المرتبة الأولى إفريقيا كما تدعون ، فماذا عن المراتب الأولى إفريقيا سياسيا واقتصاديا حيث هزمكم المغرب؟ ليجيبوا إن استطاعوا ..ولن يفعلوا ، لأنهم يعرفون أنهم بالفعل انهزموا . والنظام الثاني : حيث ابدعت ريشة بابا حميد وسلطت الضوء على كيفية اشتغال نظام الجزائر العبثي، ورسمت تبون و شنقريحة كأي طفلين دون إدراك ، يلهوان بالمحروقات الثمينة ويسكبانها على الأرض ، ولا يقدران ، لا قيمتها ولا خطورتها، ويوسخا بها رأسيهما ، ووجهيهما، وثيابهما، امام العالم دون اكتراث، فيما ينضم للعب معهما الأحمق الثالث، ابراهيم الرخيص، ويمد لهما من الخلف عود ثقاب مشتعل، أي (قضية الصحراء) التي ستلقى على زيت الجزائر لتكون سبب في تدميرها واحتراقها بالكامل إن واصلا حكامها اللعب بزيت الجزائر و نار الصحراء المغربية
………….
كاريكاتير: بابا حميد