جل المغاربة يعرفون أن الزرواطة ماهي إلا عصى غليظة شيئا ما، صنعت خصيصا ليضرب بها البشر دونا عن باقي المخلوقات الأخرى ، وذلك لأجل إيلامه، بهدف ردعه، أو قمعه، أو إسكات صوته، او ترهيبه ، أو تفريق تظاهراته …وما إلى ذلك من الأهداف التي تستخدم فيها والتي في غالبها تواجه بأصوات الإستهجان والإدانة ، والزرواطة كلمة أمازيغية، ترادفها عند العرب كلمة (( هراوة ))، فناننا الموهوب بابا حميد، رسم لنا اليوم رسما جميلا ومعبرا ، إستفزني لأعلق عليه، بعدما شبه لنا منظمة الأمم المتحدة بحلبة ملاكمة، لأنه رأى أنها تشترك معها في قواسم، احتضان المواجهات والصراعات، والنزالات حتى وإن كانت الأولى سياسية والثانية رياضية، فإن الإثنتين تخاض بلوني وعلمي بلدين غريمين، وتلعب كلا المواجهتين على مرأى ومسمع من جمهورين ،أحدهما يتابع النزال مباشرة عن قرب ، وهو متحلق حول الخصمين ، يسمع ويرى الضربات المتبادلة ويعلق عليها ، وجمهور آخر مهتم ومتحمس ، لكنه بعيد عن النزال ، ويكتفي بمتابعة المواجهة عن بعد عبر النقل الإعلامي الذي يذيعه، ونجد من بين الجمهور الذي يتابع عن بعد نزال من هذا النوع ، جمهورا مهبولا ، ومنحازا لملاكمه السياسي، حتى وإن كان معتديا ظالما ، أوكانت كل ضرباته في المناطق المحرمة، تحت الحزام، أوخارج نطاق قواعد اللعبة الدبلوماسية ،وهناك من الجمهورين من هو عاقل ، و لا يشجع إلا الأفضل، الذي يحترم قواعد المواجهة ،و يستحق الفوز قولا وفعلا ، والدي تكون ضرباته مناسبة و مركزة فقط على الاماكن المسموح بضربها حسب القوانين المعمول بها ، وليقنعنا بابا حميد بهذا التشبيه ضرب لنا مثلا برسمه ، نزالا مغربيا جزائريا ، من النزالات الدائمة على حلبة الأمم المتحدة ، بين مندوبي الدولتين الدائمين : عمر هلال، وندير عرباوي، المشكل أن الأخير تعود مثل كل من سبقوه في المنصب، أن يدخل النزال، خارقا لكل تقاليد وأعراف وقواعد الملاكمة السياسية ، مستبدلا القفازين اللذان يفرض لباسهما نظام المواجهة ، بهراوة جمهورية الصحراء، الهشة ،الرديئة، والمصنوعة بمصانع المايونيز الجزائرية التي لا يوجد غيرها كمصانع فوق تراب الدولة القارة بأكملها ، وهذا النزال بالضبط يجرى دائما أمام أعين ملاكمين دوليين لمختلف الأوزان الدبلوماسية ، فمن فئة الوزن الثقيل جدا نذكر ملاكم الولايات المتحدة الأمريكية، ومن الأوزان المتوسطة نذكر عمر هلال ملاكم المغرب ، وملاكموا دول مصر و الخليج العربي وغيرهم، وصولا إلى وزن الريشة الخفيف دبلوماسيا ، والذي تمثله بامتياز دولة الكابرانات الجارة اللذودة ، وبعض ممن يعترف بمحضونتها جمهورية الخيال العلمي ،بابا حميد ، رسم لنا في الحلبة ملاكم الجزائر، الذي يحاول عبثا أن يظهر بمظهر الوزن الثقيل دبلوماسيا، بإبراز شحومه المتدفقة على جنبات جسمه ، لكن محترفي الملاكمة الدبلوماسية ومنهم عمر هلال ، لا ينخدعون بالمظاهر ، لأنهم يعلمون أن العبرة في الثقل الدبلوماسي تأخذ من العضلات السياسية المبنية، والمرسومة بالعلم والممارسة الدبلوماسية الدؤوبة ، وليست بالشحوم المترهلة المتدلية، التي راكمها صاحبها ، بكسله وعجزه وخموله الدائم ،
المهم من خلال الصورة يبدو لنا عمر هلال ضجر من تلويح منازله بزرواطة بوليزاريو، حتى وإن سبق له أن كسرها عدة مرات بمجرد لكمات قفازيه، وصمم هذه المرة تطبيق الكونطر خطة ،و أن يحدو حدو الجزائر ، وألقى بقفازيه جانبا على الأرض كما يبدو ، وأخرج هراوة من نوع الماك المضادة والمفجرة لرؤوس الكابرانات المصفحة التي لا تستطيع الدبلوماسية اختراقها ، المهم هلال غير أسلوب اللياقة، والدفع بالتي هي أحسن ، والرحمة عند المقدرة الذي دأب عليه المغرب، لأ سلوب الدق تم الشعبي، وتقديم عصائر زعزع للجيران ، لزعزعة مشاعر جاهلي السياسة ، لأنه وجد أسلوب الرد بالمثل أشد فعالية وإيلاما، وما إن أخرج هلال هراوة الماك ، حتى بدأ عويل وبكاء ملاكم الكابرانات يسمع من جميع الاتجاهات والأبواق الإعلامية في العالم، ….وهو يصيح ، حرام عليك ياهلال، ألا يكفيك كمال جسمك الدبلوماسي ، ألا يكفيك تكسيرك لنا هراوة بوليزاريو فقط بلكمات قفازيك ، ألا يكفيك أنك عزلت الجزائر ، وأسترجعت المناطق العازلة في الصحراء ، بمباركة كل الأوزان الثقيلة في الملاكمة أمريكا ،فرنسا، ألمانيا ،إسبانيا… والقائمة طويلة ، أصبحوا كلهم يرقصون على أنغامك، وانغام رئيسك صاحب المقص، أصبحوا كلهم يشجعون عرض عضلاتك يصفقون لحركاتك وتحركاتك فوق حلبة الأمم المتحدة ، ألا يكفيك هذا لتطلع علينا بزرواطة الماك ،ماذا تريد منا بعد كل هذا ،أتريد قتلنا، …حرام عليك، إشهد يا عالم زرواطة الماك حرام ،زرواطة الماك حرام زرواطة الماك حرام حرام حرام