نفذ الجيشان المغربي والأمريكي، مساء الثلاثاء، مناورات بالمدفعية الثقيلة في منطقة “كَراير البيهي”، على خط التماس عند الحدود مع الجزائر، التي عاشت على إيقاع تدريبات مكثفة وقصف بواسطة راجمات الصواريخ “هيمارس” الأمريكية المصنّفة في خانة أقوى المنظومات الصاروخية في العالم.
وتوجه مسؤولون عسكريون مغاربة وأمريكيون رفيعو المستوى إلى منطقة المحبس للوقوف على التدريبات التي أجريت بواسطة نظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة التابع للجيش الأمريكي (HIMARS)، وعربات الهاوتزر القتالية المدرعة ذاتية الدفع M109 A5 التابعة للجيش المغربي.
وترأس الجنرال دو كوردارمي الفاروق بلخير، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والجنرال الأمريكي أندرو إم روهلينج، نائب القائد العام للجيش الأمريكي في أوروبا وإفريقيا، مناورات المحبس، بالإضافة إلى عدد من الضباط السامين المغاربة والأجانب.
وكشف “الكومندان” إسحاق سالم، عن قيادة عمليات “الأسد الإفريقي”، في تصريح لصحافة، أن تدريب منطقة “گراير لبيهي”، التابعة لشبه قطاع المحبس، يتضمن تمارين مختلفة.
وفي معرض حديثه أورد سالم أن التمرين الأول يهم القوات المحمولة جوا، وإجراء مناورات مشتركة عسكرية؛ فيما الثاني تمرين جوي ستستعمل فيه الذخيرة الحية عبر قصف أهداف معينة.
وقال الكولونيل هشام العمراني، قائد العمليات العسكرية في قطاع المحبس، في تصريح لصحافة، إن “التعاون العسكري الأمريكي المغربي يتعزز سنة بعد سنة”، مبرزا أن “المناورات العسكرية تروم تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة للقوات المسلحة الملكية”.
وأورد العمراني أن هناك مجموعة من التمارين ذات الطابع الهجومي والدفاعي، بما فيها الإنزال الجماعي وإنزال المعدات وتمارين مشتركة للقوات الخاصة؛ بالإضافة إلى تمارين تهم سلاح الجو.
وتعتبر المحبس من أهم المناطق العسكرية بحكم وجودها على بعد أقل من أربعين كيلومترا عن مخيمات تندوف، وعلى بعد كيلومترات قليلة من الحدود الشرقية للمملكة.
وتشكل مشاركة الجيش الأمريكي ضمن مناورات “الأسد الإفريقي” في قلب الصحراء المغربية مكسبا حقيقيا للمملكة، إذ إن “البوليساريو” لطالما ادعت “قصف منطقة المحبس” في إطار أخبار زائفة تروج خرق وقف إطلاق النار.
وتعزز التمرين قابلية التشغيل البيني بين الدول الشريكة، ويدعم الاستعداد الإستراتيجي العسكري للولايات المتحدة للاستجابة للأزمات والطوارئ في إفريقيا وحول العالم.
وبميزانية قدرها 36 مليون دولار، يجمع “الأسد الإفريقي” لهذا العام 7500 جندي من البرازيل وتشاد وفرنسا وإيطاليا وهولندا وإسبانيا والمملكة المتحدة ودول أخرى. وفي البرنامج: تدريبات بالذخيرة الحية ومناورات عسكرية وجوية، ودخول قسري مشترك مع مظليين خلال تمرين ميداني، بالإضافة إلى تمرين استجابة كيميائية وبيولوجية وإشعاعية ونووية.
وحشدت هذه التدريبات العسكرية، بقيادة فرقة العمل الخاصة بأوروبا الجنوبية التابعة للجيش الأمريكي، 80 طائرة دعم، وقوتين بحريتين، ووفدا من 28 مراقبا دوليا.
ويهدف التمرين إلى تعزيز القدرات الدفاعية المشتركة لمواجهة التهديدات العابرة للحدود والمنظمات المتطرفة العنيفة، وهو ما يخدم الصالح العام للولايات المتحدة والدول الشريكة الإفريقية.