كان للأدارسة بالمغرب منذ أكثر من 12 قرنا من الزمان سلطة على منطقة الصحراء المغربية قبل وصول المرابطين للحكم .
فهذا أبو عبيد البكري في المسالك و الممالك (ج2 ص 806) قال في مطلع حديثه عن السلطان محمد بن إدريس الثاني: “و تولى بعده ابنه محمد و فرق البلاد على إخوته على رأي جدته كنزة أم إدريس بن إدريس … وولى عبد الله لمطة و ماوالاها” .
و يقول الشريف الإدريسي في نزهة المشتاق (ج1 ص 224) ، هو يتكلم عن قبائل الصحراء:
“ومن قبائل لمطة مسوفة ووشان وتمالتة ومن قبائل صنهاجة بنو منصور وتمية وجدالة ولمتونة وبنو إبراهيم وبنو تاشفين وبنو محمد … وأما مدينة آزكى فإنها من بلاد مسوفة ولمطة وهي أول مراقي الصحراء” ، و كما نعلم فمدينة آزوكي التي كانت ببلاد لمطة و مسوفة ، تتواجد في العمق الصحراوي داخل الأراضي الموريتانية الحالية.
و بناء على ماسبق ، فالمرابطون ليسوا غرباء عنا ، و ماكانوا بإنشاءهم لدولتهم إلا إعادة توحيدهم لبلادهم المغرب الأقصى التي كانت تصل حدودها حتى بلاد شنقيط ، يقول الشريف الإدريسي أيضا في حديثه عن بعض القبائل المغربية : “وهم رحالة ينتقلون ولا يقيمون بمكان مثل ما تفعله لمتونة الصحراء الذين هم بالمغرب الأقصى” [نزهة المشتاق ج1 ص 40] .
بقلم أحمد الموريسكي