كم أنت عظيمة يادولة الإمارات الشقيقة، لأنك غلبت صوت الحكمة والعقل، وسمعة العرب، على عاطفة العروبة، والأخوة، التي لم يكن لها مكان في مثل هذا الموقف ، فعلت خيرا أيتها الإمارات الشقيقة ولك ألف شكرعلى ذلك ، عندما منعت تعيين صبري بوقادوم، من تقلده منصب مبعوث لللأمين العام الأممي في ليبيا، لأنك رأيتي كما نرى، أن الرجل غير جدير بذلك بالمرة ، وأقول لكل من يقرأ هذا المقال أنا لا أحيي الإمارات فقط من باب أنني مغربي، ومتأثر بالعداءات المجانية التي تكنها الجزائر للمغرب، ولكن أحييها وأشكرها كعربي لا يرضى أن يشوه العرب امام الأجانب ، بأن يقلد أدناهم مستوى منصبا عالميا غير جدير به، ولأني أعرف تمام المعرفة،مسبقا أن بوقادوم سيلطخ ويشوه وجه العرب عالميا ، إن تقلد المنصب، وأحمد الله أن الإمارات تفطنت لذلك ، ورفضت جعلهم أضحوكة أمام المنتظم الأممي، وحتى لايعتقد البعض أنني فقط أكذب و أتجنى على الرجل لأتشفى فيه ، سأحاول أن اثبت لكم بالقلم أن الرجل لم يكن مناسبا للمنصب، وأن علينا جميعا كعرب، أن نشكروا الإمارات العربية على منعها وقوع هذه المهزلة، فاقرؤوا بتأني واحكموا بأنفسكم على دوافعي ومنطق موقفي دون أن تنسوا شكر الإمارات في تعليقاتكم :
1) كلنا يتذكر صبري بوقادوم عندما كان وزيرا للخارجية الجزائرية، وعقد ندوة صحفية مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، وصرح أمام انظار صحافة العالم، بأنهم بوزارة الشؤون الخارجية وكل السلطات الجزائرية ،كانوا دائما حريصين على أن يصبوا الزيت على النار، في علاقاتهم مع المغرب، وهذا تصريح خطير لا يليق أن يتفوه به دبلوماسي مبتدأ، فبالأحرى أن يصدر من رجل كبير السن، تقلد جميع المهام الدبلوماسية إلى أن أصبح وزيرا للخارجية،ورغم ذلك لم تسعفه في تعلم أدنى أبجديات الدبلوماسية ، وقد يقول لي البعض منكم ملتمسا العذر له ،ربما كان ذلك خطأ، او سهوا، غير مقصود في كلامه، ولا يجب مؤاخذته عليه ، سأقبل ذلك، وإن كنت بما خبرت من النظام الجزائري وأزلامه ، أعرف أنه ينطبق عليهم كلهم دون استثناء ، القول المأثور الذي يقول:( لا ينطق السفيه إلا بمافيه)
2) كلنا أيضا يتذكر أن صبري بوقادوم، وقف خاشعا ، متخشعا كالخروف، أمام وزيرة لخارجية إسبانيا في عمر ابنته الصغرى، وهو يسلمها توكيلا موقعا على بياض، أمام صحافة العالم ، ويضع تحت قدميها راية، وسمعة ، وسيادة ، دولة الجزائر ، حين قال لها، بإمكانك يا سيدتي أن تتكلمي باسمي، وباسم الجزائر،… يا للمهزلة والمهانة!!! ، ولا أريد أن أسمع منكم تانية، أن حتى هذا الكلام يمكن أن يكون قد صدر عنه عن غير قصد، او دون دراية بخطورته ، عدا إذا كان الرجل يأتي للندوات الصحفية سكرانا، أو فاقدا لعقله، وحتى في هذه الحالة لا عذر له ، ويستحق بما قال فقط صفعة قوية على قفاه من رئيسه المباشر ، و طرده من نوافذ وزارة الخارجية الجزائرية، دون إعطائه الوقت والفرصة، حتى ليخرج من الباب أوينزل ادراج الإدارة التي أهانها ، مع تقديم أسف واعتذار للشعب الجزائري على الخطأ الفادح في تعيينه بمنصب أثبت أنه لا يستحقه أصلا بما صدر منه ،
3)الكل أيضا يتذكر يوم اجتمع البرلمان العربي بمصر، للدفاع عن المغرب ،ضد البرلمان الأوروبي الذي استقوت به إسبانيا، في صراعها مع المغرب أنذاك ليدين إرضاءا لها المغرب من أجل استغلاله “هجرة القاصرين” كما ادعى ، وللضغط على إسبانيا ومعاقبتها ، على قرارها السيادي في استقبال بنبطوش ، وانتفض البرلمان العربي للدفاع على دولة المملكة المغربية العضوة فيه، وأنذر وأدان هو الآخر تدخل البرلمان الأوروبي و إقحام نفسه في مشكل بين دولتين ، وطلب منه النأي بنفسه، وإلا فإن البرلمان العربي سيتدخل بقوة، ويعاقب هو الآخر إسبانيا، ويفتح ملفات و مشاكل مع البرلمان الاوربي، وكان هذا موقفا مشرفا شجاعا للإخوة العرب، لكن من من العرب رفض تضامن البرلمان العربي مع المغرب ؟ من رفض رده القوي على البرلمان الأوربي دفاعا عن دولة عضوة فيه؟ ، من من الدول العربية من خرجت عن وحدة الصف والإجماع العربي ؟ : إنها الواحدة المتعودة دائما على ذلك ، الجزائر : دولة الشعارات، الجزائر التي تدعي أنها مع العرب ظالمين اومظلومين ضد الأعداء ، وقد يقول لي البعض ان هذا موقف وسياسة البرلمان الجزائري، ولا علاقة له بوزارة بوقادوم المعنية فقط بالسياسة الخارجية ،فلا تخلط الأوراق يا نبيل، سأجيبه فقط بأنني أعرف جيدا أن بالجزائر عصابة جاهلة، و هي من تحكم وتتحكم في كل شيء، وتنسق وتستشير مع أقران بوقادوم لإملاء المواقف على أشباه البرلمانيين بالجزائريين من صنف أمي، جاهل فأقل ، الذين ظهروا غير ما مرة أمام الشاشات يتنذر بجهلهم ، لا يعلمون أدنى شيء عن دورهم و مهامهم، وأسماء وعدد وزرائهم ، البرلمان في الجزائر صوري ، ولا دور له غير ملء الفراغ ، لخدمة العصابة الحاكمة ، و المضحك أنه لم يمر وقت طويل حتى نالت الجزائر، عقابا قويا من الله على موقفها المخزي الذي خدل الإجماع العربي، عندما دخلت هي الأخرى في صراع مع إسبانيا ، وحاولت معاقبتها بقطع العلاقات ، لتتلقى الصفعة تلو الأخرى من الإتحاد الأوربي ،دون أن تلقى أي دعم من البرلمان العربي، الذي سبق أن خذلته بتوصية من بوقادوم .وجنت براقش على نفسها ..
4) لوكان بوقادوم كفؤا لما استبدلته الجزائر في وقت وجيز من تقلده خارجيتها برمطان العمامرة، بعدما قدرت أنه فشل في جميع المهام و الملفات التي كلف بها، ومن ضمنها طبعا الملف الليبي، الذي منعته الإمارات بالتكلف به أمميا ، و الذي انحاز فيه أيام توليه منصب وزير الخارجية لأطراف ليبية ضد أخرى، وصب فيه الزيت على النار كما تعود في سياسته ، بتعليمات من الكابرانات جهلة السياسة الدبلوماسية
5)هل يرضي العرب أن يمثلهم رجلا مبعوثا للأمين العام الأممي، تلقى على تحركاته الأضواء العالمية ، ويفشل فيه بميزة (ممتاز جدا) ، لينسب فشله لكل العرب، ويلطخ سمعتهم ، ويقول الأجانب أنظروا العرب المتخلفين ماذا يفعلون عندما يكلفون بمسؤوليات ومهام دولية عالمية راقية، يخلطونها بنزواتهم، الفردية ومصالحهم الخاصة ، لأنني متأكد مائة بالمائة أنه لو حصل ،وتقلد بوقادوم منصب مبعوث الامين العام الأممي، سينسى أنه مبعوث لأمين عام أممي، منذ اليوم الاول لتعيينه ، ويتذكر فقط أنه مبعوث شنقريحة الجاهل الجزائري ، فشكرا مرة أخرى للإمارات العربية الشقيقة لحفظها ما ء وجه العرب، في هذه المنظمة الأممية ومنعها وقوع كارثة عربية.