لما أراد العلامة المؤرخ و الديبلوماسي المحافظ والمستشار الملكي الأسبق د .عبد الهادي التازي ترتيب المادة العلمية لموسوعته ” التاريخ الديبلوماسي للمغرب ” ، وجد نفسه أمام كم هائل من الوثائق و الصور و المعاهدات والخطابات و التقارير و المذكرات متفرقة في الدول التاريخية للعالم قبل القرن 20 م ، خصوصا في عهد الدولة العلوية العلوية ، حتى استعصى عليه اختزالها ، و تررد كثيرا في الإستغناء عن بعضها لأهميتها التاريخية ، يقول في ذلك – رحمه الله – :
{ مع ظهور الدولة العلوية وجدت نفسي أمام رصيد ضخم يتصل بعلاقات المملكة المغربية مع غيرها من الأمم ، إن كل دولة في العالم تتوفر على متاحف تعتمد مادتها على الوثائق المغربية على عهد الدولة العلوية الشريفة ، فيها الخطابات ، وفيها الإتفاقيات ، وفيها التقارير والمذكرات ، وفيها الرسوم والصور والخرائط ، ومن هنا كنت مطالبا بالتفكير في الإختصار ، وحينئذ وقعت أمام حيرة المعيار الذي أجعله أساسا للإختصار ، لقد كنت أشعر و أنا أستغني عن فصول هذه المعاهدة أو تلك ، أو أتنازل عن هذا التقرير أو ذاك ، وكأنما أترك عزيزا عايشته منذ سنين ! وقد حرصت – لكي أكون وفيا بالتزامي – على الإقتصار على ما اعتقدت أنه لا غنى عنه في سياق الحديث ، وتركت ما ما سبقني غيري إلى ذكره ، وقدرت أن المهتمين سيسهل عليهم أن يرجعوا إلى حالاتي و إشاراتي ، مؤملا من أتمكن من إصدار ملاحق أثبت ما أرى الحاجة ماسة لاستدراكه ، كما أضمنها ما كنت اضطررت لتأجيله او اختصاره منذ الصفحات الأولى لهذا التاريخ ( معجم الديبلوماسيين المغاربة و الأجانب – ج1ص 198- ملف الأمثال الديبلوماسية ج2ص 304) ، وخاصة من ذلك المواد التي تتعذر العودة إلى مصادرها ومراجعها من تاريخ المرابطين والموحدين ، ومن أتى بعهدهم من بني مرين وبني وطاس والسعديين والعلويين } 1 .
بقلم بلال وجعو الزياني
………………………………….
📓1 – التاريخ الديبلوماسي للمغرب |ج9| ص 5| .