بينما يواصل الحريق المخيف اجتياح غابات القصر الكبير بإقليم العرائش، بعدما أحاط بتجمعات سكانية، حيث التهمت ألسنة اللهب قطعان الماشية ومنازل وبيوت الساكنة المجاورة للغابة، تنفذ طائرات “كنادير” طلعاتها لإخماد ال نيران التي تحاول التهام الأخضر واليابس.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو عصيبة تنذر بكارثة بيئية وأضرار بمكونات الغابة، وسط مطالب بتعزيزات من الجيش وتدخل طائرات “كنادير” لتفادي الأسوأ. وحسب فؤاد العسالي، مدير المركز الوطني لتدبير المخاطر المناخية الغابوية، تمت تعبئة عدد مهم من الشاحنات الصهريجية والآليات البرية للسيطرة على هذه الحرائق، مدعومة جوا بأربع طائرات “كانادير” تابعة للقوات المسلحة الملكية و 4 طائرات “توربوتراش” تابعة للدرك الملكي.
حرائق الشمال أعادت إلى الواجهة، قيمة طائرات كنادير المتخصصة في إخماد الحرائق، حيث يتوفر المغرب الأسطول للطائرات المذكورة، وآخرها اقتناء المملكة 3 جديدة ستدخل الخدمة قريبا، ليرتفع عددها إلى 8 طائرات.
ويحتل المغرب المرتبة الرابعة عالميا في توزيع طائرات ” Canadair CL-415″، خلف كندا، التي تملك 26 طائرة، وايطاليا 19 طائرة، فرنسا12، المغرب 8، اليونان 7، كرواتيا 6، اسبانيا 4، الولايات المتحدة الأمريكية 4، ماليزيا بطائرتين.
مميزات كنادير
منذ انطلاق موسم الحرائق، أصبح اسم “كنادير” أشهر من نار على علم، بات يعرفها الكبير والصغير، تشارك حاليا في إخماد حرائق العرائش ومؤخرا في حرائق شفشاون، لكن قليلين يعرفون مميزات هذه الآلة الضخمة، وميزتها الأولى أن نصفها العلوي عبارة عن طائرة فيما النصف السفلي هو بمثابة باخرة.
وتتميز الطائرة بمحركها القوي الذي يسهل لها التحليق على علو منخفض، ويسمح لها بالمناورة بالقرب من المناطق المتضررة التي في غالب الأحيان تكون تضاريسها صعبة ويصعب على الفرق الأرضية الوصول إليها”.
وبإمكان طائرات “الكاندير” نقل ما يقارب 6137 لترا من المياه في كل جولة إقلاع بفضل توفرها على خزانين، و تتجاوز سعة الواحد منهما 3000 لتر، و يمكن لهذه الطائرات نقل الماء من أي مصدر للمياه السطحية يتجاوز عمقه مترا و40 سنتيمترا في مدة زمنية قياسية تصل إلى 12 ثانية.
وشاركت طائرات “كنادير” خلال الموسم الماضي في مكافحة 15 حريقا في مختلف جهات المملكة بما يفوق 100طلعة جوية و600 عملية إسقاط.
تم تصنيع هذه الطائرات في شركة “بومبارديي” الكندية، و مقرها في مونتريال بكندا. وحصل المغرب على أول طائرة “كاندير” في فبراير 2011، و الثانية في ماي 2011، ثم الثالثة في فبراير 2013، والرابعة في ماي 2013 قبل أن يتسلم الطائرة الخامسة في شتنبر 2013.
مهام تقنية
منذ عشر سنوات، كونت البلاد طاقما تقنيا يسهر على صيانة وإصلاح طائرات “كنادير”، فرغم أن صنعها يتم خارج البلاد إلا أن الإصلاح تتكلف به طاقات مغربية.
وللجانب التقني دور رئيسي في نجاعة عمل طائرات “كنادير”، خاصة أنها تحلق على علو منخفض وسط دخان الحرائق، في توافق تام مع معايير وقوانين سلامة الطيران المعمول بها وطنيا ودوليا.