أعلن المغرب، الثلاثاء، اهتمامه بإقامة مشاريع مشتركة مع إسرائيل في مجال الصناعات الدفاعية.
وحسب بلاغ للقيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فإنه بتعليمات ملكية سامية، استقبل الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، الثلاثاء، بمقر الإدارة، الجنرال دوكور دارمي أفيف كوخافي، رئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية، الذي يقوم بزيارة عمل إلى المملكة المغربية، على رأس وفد هام.
وأوضح البلاغ، أن هذه الزيارة تأتي لتعزز التعاون الثنائي في سياق التوقيع التاريخي أمام الملك محمد السادس، على الاتفاق الثلاثي بين المغرب وإسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية في 22 دجنبر 2020، والذي أعقبه التوقيع، في 24 نونبر 2021، على مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجال الدفاع بين وزير الدفاع الإسرائيلي والوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
وأبرز لوديي الانخراط الثابت، تحت قيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، في تدبير التحديات الأمنية، وأزمة الهجرة، وجائحة كوفيد – 19، وإطلاق العديد من المبادرات الرامية إلى التقريب بين الشعوب خدمة لأهداف السلم والاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، اغتنم رئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية هذه المناسبة ليشيد بالدور الهام الذي يقوم به المغرب تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، كفاعل في تحقيق الاستقرار والسلم لفائدة القارة الإفريقية والشرق الأوسط.
وأضاف البلاغ أنه في مجال الدفاع، وفي أفق إرساء أسس صناعتنا الدفاعية، أكد لوديي اهتمامنا بإقامة مشاريع مشتركة في مجال الصناعات الدفاعية بالمغرب.
وبعد أن أشادا بالجودة والدينامية التي تميز التعاون العسكري الثنائي، جدد المسؤولان التأكيد على طموحهما ورغبتهما المشتركة في تعزيز هذه العلاقات خدمة لأهداف السلم والاستقرار في منطقتنا.
وفي اليوم نفسه، وبتعليمات سامية من صاحب الجلالة الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، استقبل الجنرال دوكور دارمي المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، قائد المنطقة الجنوبية، بمقر القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية بالرباط، الجنرال دوكور دارمي أفيف كوخافي، رئيس أركان قوات الدفاع الإسرائيلية، على رأس وفد عسكري هام.
وخلال محادثاتهما، أعرب المسؤولان العسكريان عن ارتياحهما للمستوى الذي بلغته العلاقات المغربية – الإسرائيلية، والذي تجسد من خلال تبادل التجارب والخبرات والمشاركة في تدريبات مشتركة، وخاصة المشاركة الأخيرة للجيش الإسرائيلي في التدريب العسكري المتعدد الأطراف “الأسد الإفريقي 2022″، المنظم من قبل المغرب والولايات المتحدة.
وخلص البلاغ إلى أن هذه الزيارة، التي تعكس علاقات التعاون العسكري المتميزة بين المغرب وإسرائيل، مكنت من جهة أخرى، من بحث فرص تطوير أفضل لمحاور هذا التعاون الذي يتعلق أساسا بالتكوين، ونقل التكنولوجيا، وكذا تقاسم التجارب والخبرات بين القوات المسلحة الملكية، والقوات المسلحة الإسرائيلية.
وفي نهاية نونبر 2021، وقعت إسرائيل والمغرب مذكرة تفاهم أمنية خلال زيارة وزير دفاع الأولى بيني غانتس إلى الرباط، بهدف تنظيم التعاون الاستخباراتي والمشتريات الأمنية والتدريب المشترك.
وفي حينه، قال موقع “تايمز أوف إسرائيل” الإخباري، أن “هذا أول اتفاق من نوعه بين تل أبيب، ودولة عربية على الإطلاق”.
أولى هذه الصفقات الموجودة فوق مكتب التفاوض درونات “هيرون”، التي تمثل أحد الأسلحة المتطوّرة التي تستخدمها عدداً من الجيوش، يبلغ طولها 14 مترًا وعرضها 26 مترًا، ويقارب حجمها 28 مترًا من طراز بوينج 7372. ويمكن أن يصل ارتفاعها إلى 13950 مترًا لمدة 36 ساعة.
وتعتبر الطائرة هيرون من الطائرات طويلة المدى، وتم بناؤها بتكنولوجيا حديثة. تقوم بالإقلاع والهبوط آلياً، وتغطي مساحة واسعة من الأرض، ولديها القدرة على الطيران المستمر لمدة 52 ساعة.
كما بإمكانها إضافة تجهيزات للجهة الراغبة في استخدام الطائرة وقادرة على الطيران بحمولة 250 كيلوغراما كحد أقصى، وهي مصممة للاستطلاع الإستراتيجي.
وفي عام 2014، اشترى المغرب ثلاث طائرات بدون طيار من طراز Heron من صنع شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية مقابل 50 مليون دولار.
وتتيح هذه الطائرات “جمع المعلومات الاستخبارية المعقدة ومراقبة الدوريات وتحديد الأهداف وتنفيذ المهام على تضاريس مختلفة”.
كما تشمل أنظمة التصوير، التي تمكنها من العمل في الليل والتقاط الصور بالحرارة، الرادار الذي ينشئ صورًا ثلاثية الأبعاد للتضاريس والأشياء على الأرض؛ وكذلك معدات لجمع المعلومات الاستخبارية الإلكترونية واعتراض الإرسال.
طائرات هاروب.. أسد الليل
في نونبر الماضي، أفاد حاييم ليفينسون من صحيفة “هآرتس” بأن شركة الطيران الإسرائيلية باعت طائرات مسيرة هاروب إلى المغرب.
على عكس الطائرات بدون طيار التي تم تطويرها للمراقبة أو الهجمات المصممة للعودة إلى قواعدها بعد الانتهاء من مهامها، فإن طائرة IAI Harop هي طائرة بدون طيار من طراز “الذخيرة المتسكعة”، والمعروفة باسم “الطائرة الانتحارية بدون طيار”. بمعنى آخر، تدمر نفسها عندما تهاجم هدفًا. وهي تحمل رأسًا حربيًا يبلغ وزنه 15 كيلوغرامًا ويمكن أن تبقى في الهواء لمدة ست ساعات، وفي بعض الحالات تصل إلى تسع ساعات، وفقًا لموقع IAI الإلكتروني.
وهي مجهزة بنظام تصوير متقدم يمكّنها من تحديد أهدافها بناءً على المعايير الموضوعة قبل إرسالها. يهاجم هدفه عن طريق الاصطدام به والانفجار، ولكن فقط بعد أن يمنحه مشغله (الذي يمكن أن يكون على بعد 200 كيلومتر) تصريحًا للقيام بذلك.
من بين الدول التي اشترت Harop أذربيجان، التي استخدمتها لمهاجمة أنظمة صواريخ أرض-جو S-300 التي يديرها الجيش الأرميني عندما خاض البلدان الحرب في عام 2021.
منظومة باراك.. حصن السماء
في فبراير الماضي، أفادت التقارير بأن الشركة الإسرائيلية للطيران IAI كانت تزود المغرب بـ Barak MX، وهو نظام متكامل لمواجهة مجموعة واسعة من التهديدات الجوية التي تتراوح من طائرات الهليكوبتر والطائرات إلى الطائرات بدون طيار وصواريخ كروز.
وتشير صحيفة هآرتس إلى أن دول الخليج تهتم بالحصول على النظام كجزء من نظام الدفاع الإقليمي الناشئ مع إسرائيل.
وقد تم تطوير النظام في الأصل ليتم نشره على متن السفن، واستخدم مؤخرًا لإسقاط طائرات حزب الله بدون طيار التي تهدد منصة كاريش للغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط.
وتم تكييف Barak MX لاستخدامات الأراضي. تم تصميمه حول تكامل أنواع مختلفة من الصواريخ التي تمكنه من التعامل مع التهديدات من مسافة تصل إلى 150 كيلومترًا.
كما تم وضع صفقة بيع Barak MX ، التي تقدر قيمتها بمئات الملايين من الدولارات، خلال زيارة قام بها إلى المملكة وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس.
وتشمل الصفقة بيع أنظمة الرادار التي تنتجها شركة IAI Elta Systems الفرعية ونظام مضاد للطائرات بدون طيار من إنتاج Skylock.
تحديث الطائرات المقاتلة
بالإضافة إلى ذلك، يجري العمل على مشروع لتحديث طائرات F-5 المقاتلة التابعة لسلاح الجو المغربي.
الطائرة، التي دخلت الخدمة مع القوات الجوية الأمريكية خلال حرب فيتنام، وصلت إلى المغرب خلال السبعينيات. تم استخدام هذه الطائرات القديمة منذ ذلك الحين، وتحتاج إلى تحديث.
وفي 10 دجنبر 2020، أعلنت إسرائيل والمغرب استئناف العلاقات الدبلوماسية بينهما، إثر تجميدها من قبل الرباط عقب اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الثانية عام 2000.