تواصل الجزائر مساعيها داخل أروقة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، من أجل ضمان تمثيلية جبهة “البوليساريو” الانفصالية ضمن جهاز القرار داخل المنظومة الكروية القارية، وذلك حسب ما صرح به جهيد زفزاف، رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أمس الأربعاء، خلال مداخلته أمام أشغال الجمعية العمومية الـ 44 بمدينة أروشا التنزانية.
رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، طالب بإعادة النظر في التعديل الذي شهدته المادة 4 من النظام الأساسي لـ”الكاف”، الذي يمنع انخراط الدول الغير أعضاء في هيئة الأمم المتحدة، وهو ما يعتبر خلطا بين السياسة والرياضة، كما يتعارض مع قوانين الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، حسب زعم المسؤول نفسه.
واستعرض زفزاف، على مسامع المؤتمرين، مضامين الرسالة التي وجهها الـ “FAF” إلى إدارة الكونفدرالية الإفريقية، والتي طالب من خلالها بإلغاء التعديل على البند الأول من المادة الرابعة الذي تمت المصادقة عليه في أشغال الجمعية العمومية المنعقدة في الرباط، والتي تميزت بانتخاب الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي خلفا للملغاشي أحمد أحمد.
وفي رده حول ممثل الجزائر في “الكونغريس” الكروي القاري، قال الجنوب إفريقي باتريس موتسيبي، رئيس الـ CAF، إنه توصل برسالة الاتحاد الجزائري، مؤكدا إنه لم يكن رئيسا للمنظومة الكروية أثناء إجراء التعديل السالف الذكر، مضيفا “دوري حاليا هو عرض المحضر المصادق عليه في أشغال الجمعية العمومية الأخيرة، مع الأخذ بعين الاعتبار ملاحظاتكم كاتحاد جزائري وتضمينها في المحضر الحالي للجلسة العامة”.
جدير بالذكر أن الجمعية العمومية الـ 43 للكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم “كاف”، المنعقدة في 12 مارس من السنة الماضية (2021)، بأحد فنادق العاصمة المغربية الرباط، كانت قد صادقت بالإجماع، على إلزامية الدول الراغبة في العضوية ضمن الجهاز القاري بالانخراط ضمن منظمة الأمم المتحدة، وذلك بحضور خير الدين زطشي، رئيس الاتحادية الجزائرية الأسبق.
وصوتت الجمعية العمومية لـ”الكاف”، بنسبة 100 بالمئة من الحاضرين، على تعديل القانون المتعلق بعضوية الجهاز الكروي القاري، ضمن التعديلات المقترحة في النظام الأساسي، والتي همت أيضا الرفع من عدد نواب الرئيس داخل المكتب التنفيذي من 3 إلى 5 أعضاء.
يأتي ذلك، في الوقت الذي كانت العديد من السيناريوهات السياسية تطبخ لإدخالها من باب الرياضة، خصوصا من طرف جنوب إفريقيا والجزائر، لضم جبهة “البوليساريو” كعضو في الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، على أساس عضويتها في الاتحاد الإفريقي، المنظمة السياسية التي تجمع الأفارقة.
وحسب المعطيات التي سبق أن أشار إليها موقع “الصحيفة” في تقرير مطول، فإن الجزائر وجنوب إفريقيا بدأ العمل على هذا السيناريو منذ 2016، قبل أن يدخل المغرب بقوة في دواليب الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، عبر رئيس الجامعة فوزي لقجع الذي ثبت نفوذه داخل الـ CAF بشكل كبير ، وعزز حضورها كرقم صعب داخل قرارات أهم منظمة إفريقية رياضية، وهو جعل كل احتمالات خلط السياسي بالرياضي من طرف جنوب إفريقي والجزائر مدعومين ببعض دول شرق القارة “أمرا مستحيلا”.
في سياق متصل، كان باتريس موتسيبي، رئيس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم القدم “كاف”، في زيارته للجزائر، قبل أزيد من أسبوعين، قد بعث إشارات غير مطمئنة لنظام الرئيس عبد المجيد تبون، حين قال في تصريح صحافي: “بصفتي رئيسا للكاف، أسعى إلى العمل مع الاتحادات الممثلة لـ 54 دولة إفريقية”، وهو ما يخالف أطروحة الدولة الجزائرية التي تعترف بكيان وهمي يدعى “البوليساريو”.
تصريح علني بخلفية سياسية عميقة، ضرب عرض الحائط توجه الجزائر، الذي كان يتطلع من خلال زيارة موتسيبي، إلى كسب بعض النقاط في العلاقة مع أقوى مؤسس كروية قارية، بعد أن ظل مقعدها شاغرا، منذ رحيل محمد روراوة ثم فقدان خير الدين زطشي، الرئيس السابق للاتحادية المحلية، (فقدان) صراع المنافسة على عضوية مجلس الاتحاد الدولي “فيفا”.