أكد الخبير في العلاقات المغربية الجزائرية أحمد نورالدين ، ان الزخم الديبلوماسي الدولي الداعم لمغربية الصحراء والحكم الذاتي ، هو نتيجة للعمل الدؤوب و الجاد و العميق الذي تقوم به الديبلوماسية المغربية ، وما أبانت عنه من دينامية كبيرة في السنوات الأخيرة وفق خارطة طريق واضحة تسير عليها لطي النزاع المفتعل .
وقال خلال حلوله ضيفا على قناة M24 تابعة ل “لاماب” خلال خطابات جلالة الملك محمد السادس – نصره الله – ، نجد أن الديبلوماسية المغرب تتجه لإنهاء النزاع وليس لتدبير النزاع ، بعد أن كان في مرحلته الأولى في تعاطيه مع النزاع يعمل على تدبير النزاع فقط ، وهي المرحلة الأطول والتي أخذت وقتا طويلا ، أما اليوم فنحن أمام مرحلة جديد بإرادة ملكية قوية لحسم هذا النزاع ، وهو ماظهر جليا في خطاب ذكرى ” ثورة الملك والشعب ” الأخيرة لجلالة للملك – نصره الله – ، الذي أكد فيه أن المغرب اليوم ينظر بمنظار قضية الصحراء لكل الشراكات وطبيعة العلاقات مع كل الدول بدون استثناء .
وعلاوة على ماسبق ذكره ، فقد كانت هناك دول تدعم مغربية الصحراء منذ البداية ، و دول أخرى شهد موقفها تحسنا وتطورا كألمانيا مثلا ، و كذلك إسبانيا التي جعل موقفها الأخير من مغربية الصحراء ، يثير ردة فعل من قبل النظام العسكري ، الذي لوح بعدها مباشرة بقطع التعاملات البنكية مع إسبانيا ، وهدد بمراجعة إتفاقيات الغاز مع المملكة الإسبانية ، وكل هذه التغيرات في المواقف من القضية المفتعلة ، يجب أن تصب في النهاية إلى طي الملف بشكل نهائي ، ويتم تحصينها ، و يكون لها صدى قويا في اللجنة الرابعة للأمم المتحدة التي بيدها الملف ، لا أن تظل هذه المولقف مجرد تصريحات ، مما سيؤثر على دول العالم الثالث ، ونتجنب تذبذبات مثل ما حصل في تونس والبيرو و كينيا.
وأضاف احمد نورالدين ، إن تجربة المغرب مع المبعوثين الخاصين للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية ، تجعلنا اليوم لا نعطي شيك بياض لأي مبعوث كان ، والمبعوث الحالي ديميستورا بدأ مقاربته الحالية بعدة أخطاء تجاه المغرب ، من بينها محاولته فرض محطة العيون كإحدى المحطات في زياراته ، وهذا فيه إنقاص من السيادة المغربية ، لأن هذا النزاع يلعب فيه أطراف ، طرف يدافع عن وحدته الترابية وهو المغرب ، وطرف يدعم المشروع الانفصالي وهي الجزائر ، بالإضافة إلى الإنفصاليين متمثلين في جبهة البوليساريو ، ويمكن أن نضيف موريتانيا نظرا لعلاقتها التاريخية بهذا الملف.
وشدد المتحدث ذاته ، قائلا : يجب علينا اليوم أن نركز مدفعيتنا الثقيلة على التقرير الثقيلة للأمين العام للأمم المتحدة ، الذي ينبغي أن يتضمن محصلة لنا مضى من تحقيق للمكتسبات ، وتدين الأطراف التي سممت الأوضاع ، وتحرض على حمل السلاح وانتهاك اتفاقية 1991 ،وهي الجزائر و جبهة البوليساريو ، لا أن يمسك العصى من الوسط ، وكأنها مجرد تسجيل للأحداث فقط ، كما أنه يجب أن ننتهز الفرصة بسبب غباء الجزائر و البوليساريو لفرض شروط جديدة.