الممثل المغربي ربيع القاطي يكشف عن دوره الجديد لشخصية أسد الريف و الأمير المجاهد محمد بن عبد الكريم الخطابي، وذلك في عمل سينمائي بعنوان “أنوال” للمخرج المغربي محمد بوزاكو.
نرجوا من السينما المغربية أن تستثمر كثيرا في الداراما التاريخية ، وتحذو حذو الدولة التركية التي تتفاخر بالإرث العثماني، وتعمل جاهدة على إحياء هذا الإرث بثوب جديد ، ونجحت إلى حد كبير في استخدام الدراما لترويج فكرة أن أنقرة هي المنقذة للأمة العربية ، و تمجيد الدولة العثمانية التي أذلت العرب بفعل سياسة التتريك ، و أسهمت في تخلف المسلمين وجمودهم.
لقد أصبحت الدراما تؤثر بشكل كبير فى إعادة تشكيل بعض سلوكيات الناس والمجتمع سلبا أو إيجابا ؛ فالدراما بالأساس تعكس ثقافة المجتمع، وقد تكون ثقافة جديدة في هذا المجتمع، فهي قد تبنى قيما، وقد تهدم قيما أخرى، كما لا يخفى على الكثير ِمن النقاد والمهتمين بما يسمى الفن ، لهذا تحاول تركيا استغلال هذا الجانب في التأثير في الشعوب العربية وغزوها ثقافيا بما يتماشى مع سياساتها التوسعية في المنطقة ، خصوصا في سوريا و ليبيا.
وكل ما سبق يندرج ضمن الديبلوماسية الثقافية ، التي هي عبارة عن قوة ناعمة تستهدف الدول و المجتمعات الأخرى ، لتعزيز الروابط و الثقافات وتغيير الأفكار السائدة ، و تعد شبكة الأنترنيت من أخطر و أهم أدوات الديبلوماسية الثقافية ، لسهولة وصولها إلى الآخر لتغيير قناعاته و محاولة استيلابه فكريا ، وقدرتها على توفير الكم الهائل من المعلومات بجميع صورها و أشكالها من دون جهد كبير.
إن المغرب دولة و أمة تاريخية ، حافظت على تراكميتها واستمراريتها إلى اليوم ، ويجب على المغرب أن يستثمر أكثر مستقبلا في الدراما لإبراز تاريخه الغني و الثري ، حتى تكون الدراما سلاحا يخدم القوة الناعمة و الديبلوماسية الدينية التي تنهجها المملكة في عهد جلالة عهد الملك محمد السادس ، وتبرز مكانتها بين شعوب المنطقة.