ناقش المغرب والاتحاد الأوروبي، اليوم الثلاثاء بالرباط، موضوع خط الغاز نيجيريا – المغرب، الاستثمار المشترك بين المملكة وأبوجا الذي يمكنه أن يضمن وصول هذه المادة إلى دول أوروبا مستقبلا، بالإضافة إلى مشاريع الطاقة النظيفة بما فيها مشروع الهيدروجيني الأخضر الألماني المغربي، الذي عاد للواجهة منذ طرح ألمانيا موقفا إيجابيا من مقترح الحكم الذاتي في الصحراء تحت السيادة المغربية.
واجتمع رئيس الحكومة عزيز أخنوش، بفرانس تيمرمانس، نائب الرئيس التنفيذي لمفوضية الاتحاد الأوروبي المكلف بالاتفاق الأخضر، الذي يقوم بزيارة إلى الرباط يومي 18 و19 أكتوبر لتوقيع الشراكة الخضراء بين الاتحاد الأوروبي والمملكة المغربية بشأن الطاقة والمناخ والبيئة، ووفق بلاغ لرئاسة الحكومة فقد شكل اللقاء مناسبة للتباحث وتبادل وجهات النظر حول تقوية الشراكة الاستراتيجية بين المغرب والاتحاد الأوروبي، والتي يوليها الملك محمد السادس أهمية خاصة.
ونقل البلاغ عن رئيس الحكومة قوله إن تفعيل الشراكة الخضراء بين المغرب والاتحاد الأوروبي، سيمكن من استثمار كافة الفرص التي يتيحها على صعيد الأمن الطاقي والهيدروجين الأخضر والربط البيني، إلى جانب خط أنابيب الغاز الرابط بين أوروبا والمغرب ونيجيريا، مشيرا إلى أهمية هذه الشراكة في الدفع قُدماً بانتقالهما الطاقي والحفاظ على البيئة وتحفيز الاقتصاد الأخضر.
ويندرج هذا اللقاء في إطار الشراكة الخضراء، التي تعد الأولى من نوعها التي تجمع الاتحاد الأوروبي مع دولة شريكة، وحسب الوثيقة الحكومية فقد ساهمت في إعطاء دينامية إيجابية للعلاقات الثنائية، والصمود أمام التحديات التي فرضها الوضع الدولي الصعب، علما أنه سبق للجانبين أن أعلنا عزمهما إقامة هذه الشراكة في يونيو 2021 لتعزيز تعاونهما في مجال مكافحة تغير المناخ.
ويأتي ذلك أياما بعد إعلان نيجيريا، عن طريق الرئيس التنفيذي لمؤسسة النفط الوطنية، أن قرارا استثماريا بقيمة 25 مليار دولار يتوقع أن يصدر العام المقبل للشروع في إنجاز المرحلة الأولى من مشروع الربط الطاقي بين بلده والمغرب، الذي سيوفر الغاز الطبيعي لـ11 بلدا في آخر في منطقة غرب إفريقيا قبل أن يصل إلى أوروبا عبر إسبانيا وإيطاليا.
ويوم السبت الماضي جرى بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، التوقيع على مذكرتي تفاهم بشأن خط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب، على التوالي، الأولى بين المغرب ونيجيريا وموريتانيا، والثانية بين المغرب ونيجيريا والسنغال، واللتان تؤكدان التزام الأطراف في إطار هذا المشروع الاستراتيجي، حيث ستمر أنابيبه من أراضي السنغال وموريتانيا وستضمن تزويدهما بحاجياتهما من الغاز.
ومن ناحية أخرى كانت ألمانيا عبر سفيرها بالرباط روبرت دولغر، ثم عبر وزيرة خارجيتها أنالينا بيربوك، قد عبرت عن استعدادها لإتمام مشروع الهيدروجين الأخضر على الأراضي المغربية، ويتعلق الأمر بمشروع وقع البلدان اتفاقيته في يونيو من سنة 2020 باستثمارات قيمتها 9 مليارات يورو من أجل توفير هذه المادة عبر طاقتي الشمس والرياح، ما سيُغطي 25 في المائة من حاجيات ألمانيا من الطاقة النظيفة.