سمحت لي ظروفي الخاصة بحضور فعاليات المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. الذي تميز بمجموعة من الأنشطة المهمة: عروض مسرحية وفنية وفلكلورية دولية ومحلية.
وتكريم شخصيات مسرحية بارزة بالإضافة إلى تنظيم أوراش للتكوين وندوات وموائد مستديرة تهدف الى تعزيز قيم المشاركة والتفاعل بين الثقافات والحضارات.
والحقيقة التي لا أخفيها هي أنني سعدت بمتابعة المهرجان منذ افتتاحه إلى الختام .
ولست هنا بصدد الحديث عن الفعاليات وتنوعها وجمالها ومقدار الجهود المبذولة من أجل اخراجها بهذه الصورة الرائعة التي أمتعتنا وألهمتنا لكنني أود التطرق إلى مواضيع ونقاط أخرى لاحظتها من خلال جولتي في هذا الحدث الثقافي الكبير ومن خلال متابعتي للصحف والمجلات التي تكتب عن هذا المهرجان الناجح الذي استطاع بتكاثف الجهود أن يحقق الهدف المنشود من إقامته، وهذه النقاط هي كالتالي:
1ـ ذلك القدر العالي من الجهود والتضحيات من قبل القائمين على إدارة المهرجان, بدءاً من المنسق العام الأستاذ طاهر القور الذي تجده (ما شاء هللا عليه)في كل الفعاليات وأينما ذهبت لا تفارقه الابتسامة المليئة بالطموح والأمل في نجاح الفعاليات إلى أصغر طالب وطالبة ممن استغلوا هذه التجربة في مجال من أهم المجالات الثقافية تقويةً لقدراتهم و تحفيزا لمواهبهم و صقلها حيث تطوعوا ضمن اللجان المختلفة , تجد الجميع يرحب بك ويبتسم في وجهك ويحاول تقديم كل ما يستطيع لكي تخرج بانطباع جيد عن هذا المكان أو عن تلك الفعالية, ومثال حي على ذلك أولئك الشباب الذين شاهدتهم في مختلف فضاءات المهرجان فيلاحظ الزوار و المدعوون أن أداءهم واستقبالهم وحماسهم مدهش بحق وسيكون لذلك العمل الذي يؤدونه تطوعا و حبا مردود حسن في مستقبلهم العلمي و العملي فهذه المهرجانات هي أرضية خصبة للتعلم والاستفادة.
2ـ تلك الأفكار المتجددة والمتطورة كل عام تدل على أن إدارة المهرجان والقائمين عليه لديهم من الشجاعة ما يكفي للإقدام على أي نشاط أو فعالية مقترحة مهما كان عمر مقترحها أو جنسه أو تخصصه, فتجد ان الإقتراح ينفذ بسرعة ترصد له الميزانية المطلوبة ويعطى من التغطية الإعلامية ما يحتاجه ليحقق النجاح المطلوب ثم تضاف للفكرة او المقترح في كل دورة من دورات المهرجان من التحسينات المطلوبة والتجديد اللازم بناء على ملاحظات المسؤولين أو الزوار أو االعالميين أو العاملين ضمن لجان المهرجان لنجد في النهاية أن أنشطة المهرجان متجددة ومتنوعة وفي كل عام يطرح الجديد ليكون المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة ضمن أروع المهرجانات في العالم.
ومن الأمور الملحوظة كذلك العمل بروح الفريق وبشكل جماعي وهذا يعطي ثمارا طيبة ويلاحظه كل زائر لفعاليات المهرجان وهو نجاح يضاف إلى نجاحات القائمين عليه في إذابة جميع الموانع والحواجز بين أفراد فريق العمل الواحد لكي يخرج العمل بهذا الإتقان وتلك الروعة الفائقة.
التغطيةالإعلامية المتميزة ولا شك أن لها أسسا وقواعد لو سارت عليها بقية المؤسسات العامة والخاصة لحققت النجاح المطلوب, ولا شك أن المشرفين على مهرجانات طنجة ادركوا هذه الأسس وساروا عليها وهي التواصل الجيد مع رجال الإعلام والصحافة واحترام هذه المهنة واعطاؤها أهميتها ودورها وتكامل الخبر المراد نشره واعطاؤه الزمن الكافي قبل أي فعالية أو نشاط للإخبار عنه ونشر تفاصيله, واحترام القائمين على العمل الإعلامي وحسن استقبالهم وتقدير مجهوداتهم وتعبهم وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من تفاصيل ودقائق حول ما يراد نشره.
اذاً هي تحية لأسرة المهرجان الدولي للمسرح الجامعي بطنجة على هذه الجهود المتواصلة ونسأل الله لهم التوفيق دائما ونطالبهم بالاستمرار على هذا المنوال والمستوى الجيد جدا والحماس وأن تبقى هذه الابتسامة الجميلة التي يستقبلون بها ضيوفهم حاضرة دوما.
✒عائشة العمراني