بقلم : يونس التايب
عندما أتحدث عن إيماني بأن للمغرب من العراقة التاريخية ومن المقومات الحضارية، ما يؤهله ليلعب أدوارا كبيرة تنفع أهل المغرب، أولا، وتنفع العالم، لا أتحدث من فراغ و لا أمارس غرور الأنا الوطنية و لا شوفينية الاعتزاز المفرط بالانتماء المغربي. هي، في رأيي، حقيقة تاريخية وأنتروبولوجية و إنسانية تتجلى بصور شتى، لمن كان له قلب و بصر و ألقى السمع.
في مونديال قطر 2022، تميز البلد المضيف بما حرص عليه من إضفاء طابع حضاري وثقافي محترم على حدث رياضي، بشكل جعل هذه النسخة من المونديال، من أنظف النسخ و أكثرها احتفالية راقية في الملاعب وخارجها، حيث لم نشاهد مشاحنات و لا “هوليكانز” و لا عنف بين الجماهير كما جرت العادة.
وقد أصبحت هذه الخلاصات الهامة والملاحظات الأساسية تروج بقوة، خلال الأيام القليلة الماضية، في عدد من المنابر الإعلامية، خاصة في البلدان التي طعنت في استحقاق قطر لتنظيم كأس العالم، و حاولت كسر فكرة الخصوصية الثقافية وضرورة احترام ضوابط معينة تليق بهوية الشعوب الأخرى.
ومما يروج، أيضا، بشكل كبير في وسائل التواصل الاجتماعي وفي المؤسسات الإعلامية العالمية، صور أبناء المغرب المشاركين في المنتخب الوطني لكرة القدم، وهم يقدمون دروسا أخلاقية لا تقدر بثمن. لاعبونا أعادوا الاعتبار، بتلقائية كبيرة، لقيم الخير والتضامن والإخلاص في الجهد والعمل، مساندين في ذلك بجمهور خيالي أعاد تجديد الروح الوطنية والانتصار للعلم المغربي من بوابة كرة القدم.
لاعبوا منتخبنا أبرزوا للعالم أننا في المغرب نؤمن ببركة رضا الوالدين، و نلتزم بضرورة البر بهما وحبهما بشكل كبير، كما نعلي مقام الأسرة، و نعتبر أن توقير واحترام كبارنا واجب، كما يأمرنا بذلك ديننا الحنيف و تمجده قيمنا الحضارية.
مما لاشك فيه أن صور عناق لاعبي المنتخب مع عائلاتهم، أمهاتهم وآبائهم وإخوانهم، وهم بمظهرهم ولباسهم المغربي الأصيل، ستظل من أجمل ذكريات كأس العالم في قطر. وسيحتفظ العالم بصور تحمل تلك المشاعر الجميلة والصادقة المتبادلة بين أبناء وآباء وأمهات، ليتفاعل معها الناس في أبعد الأقطار عنا، و يعيدوا بذلك اكتشاف كم هو عريق وأصيل، وكريم و محب للخير، وحر أبي شعب المملكة المغربية المجيدة، ولا غالب إلا الله.
#سالات_الهضرة
#المغرب_كبير_على_العابثين
#أنيروا_الطريق