بقلم : يونس التايب
عندما تجتمع الفكاهة بالتفاهة والتعابير العنصرية، فاعلم أنك تشاهد أو تنصت ل “إبداع” فرنسي، حيث يمكن أن يقوم أي تافه، في قنوات الإعلام الرسمي والخاص، بالطعن في شخص ما، أو تسفيه معتقده، أو تلطيخ سمعة رمز ثقافي أو حضاري أو ديني، دون أي حرج من أثر مثل تلك الممارسات.
العجيب هو أن غالبية المبدعين عبر العالم، خاصة في مجال الفكاهة، يتركون هامشا (ولو قليلا!!) لفضيلة الاحترام، احترام الأفراد و المعتقدات و الرموز، إلا في فرنسا حيث يمكن أن تجد “فكاهيا” بليدا يقدم “سكيتش” رديء الحمولة الفنية، و مليء بعبارات تحقيرية وعنصرية ضد شخص ما (غالبا ما يكون مغاربيا أو إفريقيا أو آسيويا، أو مسلما ..!!!)، دون أن تنزعج من ذلك “النخبة الفرنسية” المتحضرة.
فقط في فرنسا، يمكنك تأجيج مشاعر الكراهية باسم الفن و حرية الإعلام، و يمكنك تشويه سمعة الناس باسم الإبداع، و يمكنك تحقير ثقافة وهوية مجموعة اجتماعية أو إثنية باسم حرية التعبير، و لا حرج عليك.
للأسف، نموذج من هذا البؤس حصل يوم 5 يناير 2023 مع ولد بلادنا أشرف حكيمي، على يد “فكاهي” تافه اسمه جوليان كازار Julien Cazarre، في برنامج رياضي اسمه “Rothen s’enflamme”، الذي تبثه إذاعة “إر م س / RMC”، حيث تم نعت حكيمي بوصف “كلب مبابي”، و تم ترديد العبارة عدة مرات، مع إطلاق صوت نباح كلاب، في فقرة وصفت بأنها “فكاهية”. و للأسف الشديد، كل من كانوا في الاستوديو راقتهم “الفكاهة” الساقطة وضحكوا، بل “قهقهوا” و هم يستمعون لكلام الصعاليك الذي يقال أمامهم.
ربما، هي هاته حرية التعبير و الإبداع حسب النموذج الفرنسي. و لعلها هي نفس حرية التعبير التي نالت في السابق من رموز و من أشخاص ومن مؤسسات، على خلفية لعبة مصالح النفوذ الاقتصادي والديبلوماسي الفرنسي، التي نعرفها جيدا و نعرف من يحركها، ومتى و كيف و لماذا …!!!
على أية حال، سيظل أشرف حكيمي لاعبا كبيرا بمستواه التقني العالمي، و بقوة حضوره في مجموعة نادي باريس سان جيرمان. و سيستمر اسم حكيمي مزعجا لنخبة الإعلام الفرنسي التي يبدو أن بعض متطرفيها لا زالوا لم يهضموا حقيقة أن منتخب المملكة المغربية كان خصما و ندا لمنتخب “الديكة”، في مباراة نصف النهاية في المونديال القطري، و سجل أسود الأطلس حضورا كبيرا و لم ينهزموا إلا لأن الحكم المكسيكي لعب لعبته التي لازلنا نجهل كواليس ما جرى فيها بين الحكم و بين غرفة الفار، و لا لماذا لم تتحرك الفيفا لتصحيح الأمر أو الاعتذار عنه.
كما سيظل حكيمي إنسانا مغربيا مناضلا من أجل حياة كريمة، و هو بذلك أشرف من الفكاهي التافه الذي لا يرقى ليكون “جروا” (فما بالك بمقام الكلب!!). وسيظل حكيمي بالنسبة لنا نحن أبناء الوطن، شابا مغربيا حاملا لقيم إنسانية أرقى من تلك التي يحملها “الفكاهي” و تحملها الإذاعة التي لم أفهم لماذا سمحت ببث تلك الرداءة “الفكاهية”، و في الحد الأدنى، لماذا لم تعتذر عما قيل في حق لاعب/إنسان يعيش في “عاصمة النور و ثقافة حقوق الإنسان”.
أتمنى أن لا يكون ما جرى لحكيمي بداية لمسلسل من الكيد العنصري البغيض، الذي قد يبدع أشياء أخرى في المستقبل القريب، على خلفية تضايق حملة الفكر اليميني المتطرف والعنصري في فرنسا، من الصداقة و الأخوة التي تجمع بين لاعبين شابين، واحد مغربي و الآخر فرنسي الجنسية و كاميروني الأصل نسبة لأبيه.
سنراقب ما سيأتي والقاعدة هي إن عدتم عدنا. واللعنة على كل من يتجرأ و يحاول المس أو التطاول أو التربص بالمغرب و أبناء المغرب جميعا حيثما كانوا. و #سالات_الهضرة
#المغرب_فخر_الانتماء
#كل_التشجيع_للمنتخب_المغربي
#FRMF