جسر بريس من الرباط
على بعد ست كيلومترات من شرق مدينة أبي جعد، توجد معلمة تاريخية طالتها عوامل الزمن، إذ يعود تاريخها إلى حوالي أربعة قرون، وهي قنطرة الدار الحمراء باولادد اكواوش دائرة أبي الجعد إقليم خريبكة، حيث باتت اليوم مطلبا رئيسيا من مطالب ساكنة المنطقة، مناشدين وزارة الثقافة بالالتفات إلى هذه المعلمة.
“القنطرة تجسد جانبا مهما من التاريخ المغربي واليوم تستغيث”، هكذا عبر حسن عنالي، رئيس جمعية النور للمحافظة على البيئة و التنمية المستدامة ، مبرزا، أن “المطلب الأساسي اليوم، موجه لوزارة الثقافة كقطاع وصي، لكي تتدخل بشكل عاجل لإحياء هذه المعلمة التاريخية”.
وأضاف عنالي لـ“جسر بريس”، أنه “اعتبارا للأهمية والطابع التاريخي العريق الذي تمثله القنطرة، ونظرا للدور الاستراتيجي والتاريخي الذي كانت تلعبه، من خلال عبور القوافل التجارية، والدور الفني الذي لازالت تلعبه لحد الآن، حيث تم تصوير عدة مشاهد سنيمائية قربها في مجموعة من الأفلام، فقد بات من الضروري أن تستفيق الوزارة بهذا الشأن”.
وأشار المتحدث، إلى أن “هذه القنطرة بدأت حالتها تتدهور بشكل كبير، بسبب القدم وقلة الاهتمام والترميم، إذ ازدادت حالتها تدهورا بشكل مهول خصوصا بفعل أمطار الخير التي تعرفها المنطقة، وبسبب تجاهل الجهات المسؤولة للوضع المأساوي الذي وصلت إليه هذه القنطرة، رغم الجهود الحثيثة التي بدلتها جمعية النور للمحافظة على البيئة والتنمية المستدامة، من أجل لفت أنظار الجهات المسؤولة إلى هذا المستوى المتردي والخطير الذي وصلت إليه”.
وشدد عنالي، أن “هذه القنطرة التاريخية والعريقة، إذ استمرت على هذا الحال، فمن الممكن أن تنهار وتندثر، مما سيؤدي إلى اختفاء معلمة مهمة واختفاء أثرها”، وتابع قائلا: “نطالب بالتدخل العاجل، لتعجيل إحياء هذه المعلمة وحمايتها من الاندثار”.
وختم عنالي قوله : قنطرة واد تخزريت التاريخية تظل شاهدة على قدمها ودورها التاريخي وحقبة زمنية حافلة بالأحداث والوقائع الشاهدة على ذلك، فعلى وادي تخزريت جماعة أولاد أكواوش توجد هذه القنطرة شامخة تقاوم طيلة قرون قساوة الظروف الطبيعية التي تتعرض لها واللامبالاة من طرف المسؤولين، وتروي على زمن وتاريخ مليء بالأحداث، فهي معلمة تاريخية طالها الإهمال والنسيان، ذات هندسة دقيقة وباقواس مقوسة بنيت بالاحجار والياجور، فلقد حان الوقت لرد الإعتبار لهذه المعلمة التاريخي ونفض الغبار عليها والتعريف بها لدى المؤرخين في إطار البحث العلمي، وتواجدها بالقرب من الحزام الأخضر يؤهلها أن تكون عبارة عن منتجع سياحي بالمنطقة من أجل تحقيق تنمية مستدامة شاملة.
يشار الى أن قنطرة واد تخزريت تعد منشأة تاريخية كانت تربط بين تادلة والدار البيضاء، لكن في فترة الحماية الفرنسية تحولت إلى سد لتجميع مياه الأمطار، حيث تتميز بجسورها المقوسة المبينة بالأحجار القوية التي تغنيها بالصلابة.
وحسب ما يتم تداوله من معلومات، فهناك من يؤكد أن بناءها قد تم على يد السلطان مولاي إسماعيل، في حين ترجح معلومات أخرى، أن بناءها يعود إلى فترات زمنية سابقة، بين الموحدين والمريين والعلويين، حيث شكلت هذه القنطرة جسرا إنسانيا يؤمن الربط بين أزيلال وقصبة تادلة وأبي الجعد.