كشف موقع الحكومة الهولندية، أن رئيس الوزراء الهولندي “ مارك روته” سيزور المغرب في ختام جولة إفريقية بدأها من نامبيا ثم جنوب إفريقيا.. مشيرا إلى أن رئيس الحكومة المغربية عزيز أخنوش سيكون في استقباله بالرباط لمناقشة العديد من الملفات وتعزيز التعاون بين البلدين.
ملفات مهمة على طاولة النقاش
ووفق موقع الحكومة الهولندية دائما، فان “روته” وأخنوش سيناقشان تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين، وقضايا مهمة أخرى مثل الهجرة، والتعاون متعدد الأطراف والأمن في المنطقة.. كما سيتم توقيع عدد من الاتفاقيات حول التعاون في سياق التحول الطاقي بالمغرب.
تعزيز التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر
في نفس السياق, من المنتظر أن يجتمع رئيس الوزراء الهولندي، بعدد من الشركات المغربية والهولندية لتعزيز التعاون في مجال الهيدروجين الأخضر.. كما سيلتقي “روته” طلبة معهد “نيمار” حيث سيتحدث عن دور المغرب في المنطقة وتعاونه مع أوروبا.
ختام الزيارة
وأبرز المصدر بأن رئيس الوزراء “مارك روته”، سيختتم زيارته للمغرب بلقاء شركات هولندية ومغربية، وشخصيات بارزة من البلدين لتعزيز التعاون الاقتصادي بين هولندا والمغرب.
الكشف عن استراتجية جديدة
وتتزامن الزيارة مع الكشف عن الاستراتجية الجديدة للحكومة الهولندية في إفريقيا.. والتي ترتكز على تعزيز العلاقات مع دول القارة الأفريقية وتطوير شراكات جديدة.. كما تندرج هذه الزيارة في إطار استخدام دبلوماسية الطاقة لاستيراد الهيدروجين في المستقبل.
ثورة الهيدروجين الأخضر في المغرب
وفقا للتوقعات الرسمية المغربية، فإن الإيرادات السنوية للهيدروجين الأخضر ومشتقاته في البلاد ستناهز 2.1 مليار دولار سنوياً بحلول 2030، وسترتفع إلى 31.2 مليار دولار بحلول 2050. وهو السبب الذي من أجله وجه الملك محمد السادس، في 22 نونبر الماضي، الحكومة لإعداد برنامج خاص لهذا القطاع، يشمل الإطار التنظيمي والمؤسساتي ومخططاً للبنية التحتية الضرورية.
ويضع تقرير نشرته الوكالة الدولية للطاقة المتجددة “آيرينا”، في يناير 2022، المغرب في المركز الرابع ضمن تصنيف للبلدان الأكثر قابلية لتصبح منتجة رئيسية للهيدروجين الأخضر بحلول عام 2050. بالتالي يرجَّح أن تصبح المملكة ضمن “مراكز النفوذ الاستراتيجية الجديدة التي قد يمهّد النموّ السريع في سباق الهيدروجين العالمي، والتحولات الجغرافية والاقتصادية الناتجة عنه إلى ظهورها” وفقاً للتقرير ذاته.
وفي سياق هذا التوجه الذي تتبعه المملكة، أنشئت عام 2022 “اللجنة الوطنية للهيدروجين” التي، حسب بلاغ وزارة الطاقة والمعادن المغربية وقتها، تأتي في سياق “تسريع خطوات بلادنا لتعزيز قدراتها والعمل على التطوير التكنولوجي لقطاع الطاقات المتجددة، بهدف جعل المغرب أحد البلدان الرائدة في مجال إنتاج الجزيئات الخضراء والمضي قدماً نحو إقامة شراكات طاقية جديدة ذات قيمة مضافة عالية”.
وفي يونيو من العام ذاته، وقعت الحكومة المغربية اتفاق شراكة مع وزارة الطاقة الألمانية، بموجبه “يُطوَّر قطاع إنتاج الهيدروجين الأخضر، وتُوضَع مشاريع للأبحاث والاستثمارات في استعمال هذه المادة التي تُعَدّ مصدراً للطاقة الإيكولوجية”.
وتهدف هذه الإجراءات إلى جعل “خارطة الطريق” التي خطّها المغرب لتحقيق أهدافه الإنتاجية للهيدروجين الأخضر واقعية، إذ تسعى المملكة إلى إنتاج 3 ملايين طن من هذه المادة، وإمداد سوقها المحلية بـ4 تيراواط/ساعة والسوق الدولية بـ10 تيراواط/ساعة، بحلول عام 2030.
ويذكر أن الهيدروجين الأخضر يُنتج عبر عملية التحليل الكهربائي للماء، فيما يشترط للكهرباء أن تكون كاملة من الطاقة المتجددة، الأمر الذي خطا المغرب فيه خطوة كبيرة نحو الأمام، بتعزيز قدرته في هذا المجال.