بدأت تظهر “النوايا الحقيقية” للجولة الأوروبية لأحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري، بعد محاولته إدخال بلغراد في أطروحته الانفصالية في قضية الصحراء المغربية وربطها بـ”ملف كوسوفو”.
عطاف حاول جعل صربيا متوافقة مع رؤيته الداعية إلى استقلال الأقاليم الجنوبية، خلال زيارته الأخيرة، قبل أن تخرج بلغراد عن صمتها تجاه المحاولة الجزائرية وتؤكد “دعمها للوحدة الترابية للمملكة”.
وكان وزير الخارجية الجزائري قال في تصريح صحافي إنه “”توجد علاقة بين قضيتي الصحراء وكوسوفو ووجهات نظرنا متقاربة بالخصوص”.
التأكيد الصربي جاء خلال اتصال هاتفي للنائب الأول لرئيس وزراء صربيا وزير خارجيتها، إيفيتسا داتشيتش، مع ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، شدد خلاله على “دعم صربيا للوحدة الترابية للمملكة، ورفضها للنزوعات الانفصالية”.
وليست المرة الأولى التي يحاول فيها قصر المرادية توريط دول العالم في أطروحته، إذ حدث الأمر نفسه خلال زيارة تبون غير الناجحة إلى لشبونة.
محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، يرى أن “موقف صربيا من قضية الصحراء كان واضحا منذ الأول، يتخلله مبدأ مناهض للانفصال بسبب ما تعانيه بلغراد في كوسوفو”.
وأضاف نشطاوي، ضمن تصريح صحفي، أن “الجزائر عودتنا على استغلال كل الزيارات الرسمية، والمحطات الدولية، من أجل تحريف مواقف دول العالم من قضية الصحراء المغربية”.
“بشكل مستمر، يصطدم قصر المرادية برصانة وثبوت المنتظم الدولي حيال موقفه من قضية الصحراء”، يتابع أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض، موردا أن “صربيا كانت من بين هاته الدول، إذ شددت على دعمها للوحدة الترابية المغربية وتأييدها لجهود الأمم المتحدة”.
وأشار المتحدث إلى أن “الديبلوماسية الجزائرية تغرد لوحدها خارج السرب الدولي، الذي يجمع على أهمية مبادرة المغرب للحكم الذاتي، وجهوده لحلحلة الأزمة المفتعلة”.
وشدد نشطاوي على أن “أوروبا داعمة للموقف المغربي من قضية الصحراء، ومحاولة عطاف تغيير ذلك، ولو بتحريف هاته المواقف، هو تجسيد لرغبة الجارة الشرقية في إنعاش أمال البوليساريو المتآكلة”.
وخلص المصرح ذاته إلى أن “اقتراب حل قضية الصحراء المغربية يعجل بفقدان النظام الجزائري للاستمرارية، لأن هذا الملف هو وسيلته الوحيدة لتبرير بقائه على الحكم”.
في سياق متصل، سجل محمد زين الدين، محلل سياسي، أن “محاولة عطاف إدخال دول لها حساسية من الطرح الانفصالي، كما هو الحال بالنسبة لصربيا، أمر مردود”.
وأضاف زين الدين، في تصريح صحفي، أن “طرح تقرير المصير أصبح متجاوزا في ظل متغيرات دولية عديدة تقبر هاته المقاربة، وتضع الموقف المغربي الحل الأمثل لإنهاء النزاع”.
وزاد بأن “الجزائر تظهر في الوقت الحالي بدون وعي بهذه المتغيرات والانتصارات المتوالية للديبلوماسية المغربية، في وقت تراكم فيه هي ووليدتها البوليساريو سلسلة متواصلة من الإخفاقات”.
وأورد المتحدث أن “غالبية الدول الأوروبية وجدت ظرفا زمنيا مناسبا لدعم الموقف المغربي، الذي كان في وقت سابق حبيس أفكار الحرب الباردة التي ما تزال الجزائر وسط دوامتها”.
https://twitter.com/mfaserbia/status/1673389931966742529?s=46&t=tof5KRwbien2PsVTuXI1QA