من جديد تعود الدبلوماسية المغربية لـ”إنهاء المغالطات الجزائرية” حول الوحدة الترابية للمملكة، إذ أفشل عمر هلال، ممثل المغرب الدائم بالأمم المتحدة، محاولات أحمد عطاف، وزير الخارجية الجزائري، لربط القضية الفلسطينية بملف الصحراء.
عطاف، الذي عاد بنتائج مخيبة في جولته المكوكية بالاتحاد الأوروبي، حاول من جديد استغلال اجتماع حركة عدم الانحياز بباماكو للترويج لأطروحة بلاده “الانفصالية”، ووضع ملف الصحراء المغربية في ميزان القضية الفلسطينية، وربطه بأهداف منظمة عدم الانحياز.
هلال، الذي اعتاد حماية الأقاليم الجنوبية من “المغالطات الجزائرية” في المعترك الأممي، عاد من جديد لفضح مساعي عطاف، الذي يحرص على استغلال كل الملتقيات العالمية لإثارة النقاش حول قضية الصحراء المفتعلة، كاشفا بذلك أن “قصر المرادية” يحاول استغلال مبادئ المنظمة دون أن ينتبه إلى أنه يخرقها منذ عقود.
وشهدت الجلسة الختامية للاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز، المنعقد في باكو بأذربيجان، سجالا محتدما بين السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، ونظيره الجزائري عمار بن جامع، بحضور وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، الذي تابع النقاش في غرفة مجاورة.
وأشار هلال إلى أن الجزائر تتباهى بالدفاع بحماسة عن حق تقرير المصير في الصحراء المغربية، لكنها تصاب بالسعار عندما يشير المغرب إلى مطالبة سكان منطقة “القبايل” بهذا المبدإ الأممي. إذ تسعى الجزائر يائسة، ومنذ نصف قرن، إلى تقويض الوحدة الترابية للمملكة المغربية، لكنها لا تجد حرجا في التشدق بالتهديد الخارجي بمجرد أن يتطرق المغرب إلى أي أمر تعتبره مسا بوحدتها الترابية.
سجل البشير الدخيل، قيادي سابق في جبهة “البوليساريو”، أن “النظام الجزائري يسقط في الكثير من التناقض في مواقفه الخارجية، خاصة عبر ربط القضية الفلسطينية التي تعرف شعبا محددا مع ملف الصحراء المغربية، الذي يشهد غيابا واضحا لمفهوم ‘الشعب الصحراوي’”.
ويورد الدخيل في تصريح صحفي، أن “الجزائر تحاول دغدغة مشاعر المجتمع الدولي، بالعمل بشكل متواصل على إظهار أن البوليساريو تمتلك شعبا مناضلا من أجل الحرية، في وقت يتعارض الواقع تماما مع هاته الادعاءات”.
ويتساءل القيادي السابق في جبهة “البوليساريو” عن الأهداف التي تدعو الجزائر إلى ربط القضية الفلسطينية بملف الصحراء، ليبين أن “النظام الجزائري مازال حريصا على تكرار الأسطوانة القديمة نفسها، التي تخلى عنها النظام العالمي منذ وقت طويل”.
ويشدد المتحدث ذاته على أن “قصر المرادية يحاول تغليط الدول التي ليست لها معلومات كافية عن نزاع الصحراء في الأمم المتحدة، عبر نشر افتراءات وأكاذيب حول المملكة المغربية، مع إبراز صورة مغلوطة عن الدبلوماسية الجزائرية، كونها تسعى إلى التحرر في المنطقة”.
ليخلص المصرح ذاته إلى أن “المنطقة تحتاج إلى السلم والأمن، وتوافق كامل بين الشعوب الشقيقة، وتفاوض مستمر بين حكوماتها، وهو الأمر الذي تسعى إليه الأمم المتحدة منذ القدم”.
https://twitter.com/aps_algerie/status/1677057218917564417?s=46&t=fzDFBoE8F_NBjHY02smrvw