في الجولة التي قام بها وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، إلى إيطاليا وألمانيا، أخيرا، تعزّزت العلاقة وتم التأكيد على أن المغرب يحظى بكامل الثقة في أعين البلدين، بما سيجعلهما يرغبان في تعميق شراكاته معه.
المغرب وألمانيا أشادا بالدينامية الإيجابية التي تميز العلاقة الثنائية منذ اعتماد الإعلان المشترك في غشت 2022، وأكدت وزيرة خارجيتها أن المغرب بلد رائد منذ فترة طويلة بفضل مبادرات صاحب الجلالة الملك محمد السادس.
أما نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الشؤون الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاجان، فأكد أن المغرب وإيطاليا عازمان على العمل المنسق من أجل فضاء متوسطي أكثر استقرارا.
تحركات مفصلية
في هذا الصدد، أكد عصام العروسي، أستاذ العلاقات الدولية، أن التحركات الدبلوماسية الأخيرة للمغرب تأتي في سياق معقد، وهي تحركات وصفها بالمفصلية.
وفي نظر العروسي، التوجه نحو هذين البلدين كلاسيكي، لأن هناك علاقات تاريخية تربط بينها، مضيفا، في تصريح صحفي، أن التحركات الأخيرة أساسية لضمان تأييد الدول المغرب في قضية الوحدة الترابية، “خصوصا أنهما عبرتا عن رغبتهما في زحزحة مواقفهما السابقة.
وتركز الدبلوماسية المغربية، يقول العروسي، على قضية الصحراء كقضية محورية، “وهذا ما يجعل هذه التحركات يؤطرها الاتجاه نحو تدعيم الوحدة الترابية، من خلال مبادرات متواصلة”.
واعتبر أن “السياق الجيوسياسي الحالي في صالح المغرب، والمؤشرات الأخيرة تؤكد هذا من خلال علاقاته مع دول كبرى تؤكد حق المغرب في صحرائه”.
وخلص إلى أن المغرب يدفع في اتجاهات متعددة وذات مقاربات فرعية ومركزية، كما أن السياق الحالي تسمه تحركات جزائرية معادية. هذه التحركات قال إن المغرب يواجهها بعلاقاته مع الدول الكبرى وبحياده في أزمة أوكرانيا وروسيا، في وقت تحاول الجزائر أن تصحح أخطاءها الماضية وفشلت في ذلك”.
قراءات لمسارات متحولة
وبرأي خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية، هذه التحركات المغربية “هي قراءات واختيارٌ في مسارات العلاقات الدولية المتحولة، قائلا إن المغرب لديه موقف مبدأي يحترم سيادة الدول.
وتابع، في تصريحه، أن “المغرب يسعى إلى تعزيز موقعه وموقفه في العالم الغربي، في إطار ترابط تاريخي معها، والمغرب يثق فيه حلفاؤه”.
واسترسل “حتى عندما كانت الجزائر تزور بعض الدول الأوروبية، لم يكن الغرض هو ضمان مصالحها ولا جلب الاستثمارات، بل كان غرضها تكرار نفس الأسطوانة العدائية ضد المغرب لمعاكسة حقوقه المشروعة، فصربيا مثلا لم تقتنع بما تطرحه الجزائر، فيما إيطاليا الآن تتجاوز عددا من الدول الأوروبية في علاقتها مع المغرب”.
ووقع المغرب وإيطاليا، الأربعاء 05 يوليوز 2023 بروما، على خطة العمل من أجل تنفيذ الشراكة الاستراتيجية متعددة الأبعاد، التي تهم بشكل أساسي مجالات الحوار السياسي والدبلوماسي، والتعاون الأمني، والعدالة، والتعاون الاقتصادي والطاقي والتنمية المستدامة، كما تشمل التعاون الثقافي والجامعي، ومجال البحث والتطوير، والحوار بين الثقافات والأديان، والتعاون في مجال الهجرة والشؤون القنصلية.
فيما اتفق المغرب وألمانيا، الخميس 06 يوليوز ببرلين، على إطلاق حوارهما الاستراتيجي متعدد الأبعاد، الذي سيشكل أساسا للمضي قدما في إطار العلاقات الثنائية وسيعزز التناغم بين مختلف مجالات التعاون الثنائي. واندرجت زيارة بوريطة لألمانيا في إطار تنزيل الحوار الإستراتيجي المحدث بين البلدين بموجب الإعلان المشترك المعتمد بمناسبة الزيارة التي قامت بها وزيرة الشؤون الخارجية الألمانية إلى المغرب في 25 غشت 2022.