وقعت المملكة المغربية على اتفاق مبدئي لنيل وضع شريك الحوار القطاعي لدى رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان)، وذلك خلال الاجتماع الـ56 لوزراء الشؤون الخارجية بالدول الأعضاء في الرابطة المنعقد خلال هذا الشهر في جاكرتا بإندونيسيا.
وحسب بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، فإن المغرب الذي يعد أول دولة إفريقية تنال هذه الصفة، “يتوخى من عقد هذه الشراكة الارتقاء بمستوى تعاونها مع (آسيان) إلى مستوى أعلى، بما يسهم في إرساء السلم والاستقرار والأمن والتنمية والازدهار الإقليمي في كلا المنطقتين”.
في هذا الصدد، قال نبيل الأندلوسي، رئيس المركز المغاربي للأبحاث والدراسات الإستراتيجية، إن “الاتفاق المبدئي الموقع بين المملكة المغربية و”آسيان” لنيل وضع شريك الحوار القطاعي بالنسبة للمغرب لدى رابطة الدول المشكلة لهذا التحالف، يهدف لتعزيز الشراكة والتعاون الإقتصادي بما يخدم القضايا ذات الإهتمام المشترك بين الطرفين”.
وأضاف الأندلوسي في تصريح صحفي، أن “هذا الاتفاق يحقق بالنسبة للدول المنضوية في رابطة آسيان، الإنفتاح على الواجهة الإفريقية، من جهة، ويمكّن، من جهة أخرى، المغرب من تعزيز وجوده بالأسواق الآسيوية والانفتاح أكثر على ما يقدمه الاقتصاد الآسيوي من فرص، على أساس تبادل المنافع الإقتصادية وتعميق مجالات التعاون”.
وأشار المتحدث، أن “المغرب لم يعد يقتصر في اتفاقيات الشراكة والتعاون على شركائه التقليديين فقط، وإنما بدأ يتجه بعد إفريقيا، إلى دول القارة الآسيوية، في إطار رؤية ملكية سبق وأعلن عنها الملك محمد السادس، ودون أن يعني هذا الاستغناء عن الشركاء التقليديين، سواء الأوروبيين أو الأمريكيين”.
ولفت الأندلوسي، أن المغرب “يسعى إلى تفعيل خيار تنويع الشركاء، والتعامل على أساس قوامه الندية، الوضوح، والموقف الإيجابي من قضية الوحدة الترابية للمملكة المغربية والإعتراف بسيادتها على الصحراء، في إطار عام عنوانه خدمة المصالح المشتركة وفق قاعدة رابح-رابح”.
وأكد نائب رئيس لجنة الخارجية بمجلس المستشارين سابقا، أن “المغرب لم يعد يقبل الابتزاز والغموض”، مردفا أن “هذا الإتفاق حال تنزيله، سيشكل مكسبا للعلاقات الإقتصادية والسياسية لطرفيه، خاصة وأن المغرب هو أول دولة إفريقية تحصل على هذا الوضع وتنال هذه الصفة”.