قالت وكالة الأنباء الإسبانية غير الرسمية “أوروبا بريس”، بأن ملك المغرب، محمد السادس، مدّ يده مرة أخرى إلى الجزائر، من أجل إصلاح العلاقات الثنائية بين البلدين، مشيرة إلى أن هذه الدعوة تأتي بعد عامين على نفس المبادرة من طرف عاهل المملكة المغربية.
وأشارت الوكالة المذكورة إلى مضمون الخطاب الملكي الذي ألقاه يوم أمس السبت بمناسبة الذكرى الـ24 لتوليه عرش المملكة المغربية، حيث قالت بأن الملك المغربي وصف الجزائر بـ”البلد الشقيق”، وأعرب عن أمله عن استعادة العلاقات الطبيعية بين المغرب والجزائر وفتح الحدود بين الطرفين.
Mohamed VI "implora" por la restauración plena de las relaciones con Argelia como pueblo "hermano"
Aplaude la "seriedad" diplomática que ha desembocado en nuevos reconocimientos de la soberanía marroquí sobre el Sáhara Occidental https://t.co/zbXlEAbBUS
— EP Internacional (@EPinternacional) July 30, 2023
ووفق نفس المصدر، فإن “اليد الممدودة” الجديدة من طرف الملك محمد السادس، جاءت مرة أخرى بعد عامين كان قد توجه فيها الملك محمد السادس في مثل نفس المناسبة إلى الجزائر، حيث كان قد دعا قادتها إلى فتح باب الحوار مع الرباط والعمل على إصلاح العلاقات الثنائية، وهي الدعوة التي قابلتها الجزائر بالصمت والتجاهل أنذاك.
وقال الملك محمد السادس في خطاب العرش أمس السبت بأنه ” خلال الأشهر الأخيرة، يتساءل العديد من الناس عن العلاقات بين المغرب والجزائر؛ وهي علاقات مستقرة، نتطلع لأن تكون أفضل.” مضيفا في نفس السياق، “وفي هذا الصدد، نؤكد مرة أخرى، لإخواننا الجزائريين، قيادة وشعبا، أن المغرب لن يكون أبدا مصدر أي شر أو سوء؛ وكذا الأهمية البالغة، التي نوليها لروابط المحبة والصداقة، والتبادل والتواصل بين شعبينا.”
وختم الملك محمد السادس كلامه حول الجزائر بالقول “ونسأل الله تعالى أن تعود الأمور إلى طبيعتها، ويتم فـتح الحدود بين بلدينا وشعبينا، الجارين الشقيقين.” مكررا بذلك أماله التي أعرب عنها في خطابين منذ عامين، عندما دعا إلى فتح الحدود بين الجزائر والمغرب وإنهاء القطيعة التي دامت طويلا.
ولم يصدر عن الجزائر بشكل رسمي أي رد فعل على الخطاب الملكي إلى حدود الساعة، ويتوقع الكثير من المهتمين بالعلاقات الثنائية بين البلدين، أن دعوة العاهل المغربي لن تلقى أي أذان صاغية لدى النظام الجزائري الذي يبني خطابه السياسي في غالبيته على العداء إلى المغرب.
وكانت الجزائر قد قررت في سنة 2021 قطع جميع علاقاتها مع المملكة المغربية وسحب سفيرها من الرباط، بدعوى “الأعمال العدائية للمغرب تُجاه الجزائر”، مشيرة إلى قائمة من الأسباب، من بينها اتهام الرباط بالتجسس على المسؤولين الجزائريين، محاولة زعزعزة استقرار الجزائر، إضافة إلى أسباب أخرى مرتبطة بالخلافات التاريخية المتعلقة بقضية الصحراء والحدود.
وبالرغم من أن المغرب نفى تلك الاتهامات، وأكد الملك محمد السادس اكثر من مرة بأن “الشر” لا يُمكن أن يأت إلى الجزائر من جهة المغرب، إلى أن النظام الجزائري يصر على سياسة القطيعة والعداء رافضا أي محاولات لتقريب وجهات النظر.