لطالما يعيب الجزائريون على المغاربة إظهارهم الولاء والمحبة لجلالة الملك محمد السادس – نصره الله-بعبارة ( عاش الملك ) ، واحترامهم له بتقبيل يديه كما يفعلون مع آبائهم وكبار السن و العلماء، متجاهلين السياق التاريخي والأخلاقي لهذه العادات الحميدة تجاه ملوك المغرب .
في هذا الصدد، أكد الدكتور عبد الحق الصنايبي على أن عبارة ”عاش الملك” هو تعبير عن ولاء ل “مؤسسة”، أثبتت بأنها صمام أمان للدولة لقرون ، باعتبارها حكما فوق المؤسسات، وهي على خلاف ما يروجه البعض، تعبير استعمله المغاربة لقرون من الزمان تعبيرا منه عن الوفاء والولاء لمؤسسة أعطت الشيء الكثير للمغرب .
وأضاف المتحدث : ( عبارة “عاش الملك” تحيل على تاريخ إمبراطورية وحضارة أمة، لذلك نظام جار السوء تستفزه هذه العبارة، لأنه وطوال تاريخه الحديث، لم يعرف إلا ثلاث عبارات فقط، وهي : “عاشت فرنسا، عاش ديغول، عاشت الجزائر الفرنسية” .
وكيف لمدينة ( الجزائر ) اشتهرت بالقرصنة أن تعرف معنى الوفاء والعهد والبر والولاء ؟).
وأضاف الزميل بلال وجعو الصنهاجي : ( تقبيل يد الملوك ليست عادة متأخرة لدى المغاربة. فلما بايع الأمازيغ المغاربة الإمام الشريف إدريس الثاني على السمع والطاعة في المنشط و المكره في المغرب، حفظ لنا التاريخ أنهم تهاطلوا عليه أفواجا وهم يقبلون يده قبل 12 قرنا من الزمان ،كما ذكر ابن أبي زرع الفاسي في ( روض القرطاس ) .
وهذه العادة معروفة لدى المغاربة في احترامهم وتوقيرهم لكبار السن والعلماء، فكان السلاطين بها أولى لمكانتهم ورفعة قدرهم .
هؤلاء الذين يتنقصون من قدر المغاربة بسبب هذه العادة، كان أسلافهم في تخوم المملكة يقبلون برنس عبد القادر الجزائري ورجله كما تثبت الوثائق التاريخية، وسبق للأخير أن قبل يد نابليون عند ركونه إلى الفرنسيس ) .
وختم الزميل بلال بقوله : ( يعد مؤسس الدولة الإدريسية إدريس الأكبر أول سلطان شرعي لقب ب”الإمام” في بلاد المغرب، و كان يلقب يوسف بن تاشفين المرابطي ب ” أمير المسلمين”، ومنذ عهد الموحدين إلى اليوم يلقب كل سلطان للمغرب ب ” أمير المؤمنين “.
والذي عنده حساسية من هذا اللقب، الذي يتسمى به ملك المغرب انطلاقا من بيعة شرعية و جذور تاريخية كما هو معروف، فإما أنه ينفي الإيمان عن الملك أو المغاربة، ولازم ذلك تكفيرهم، أو أنه يعتقد إيمان المغاربة لكنه ينفي الإمارة الشرعية عن ملكهم المسلم، وكل من الاعتقادين من مذهب الخوارج ).