بشرى البقالي
الحروب و الصراعات ليست وحدها المسؤولة عن الدمار والتشرد ، فقسوة الطبيعة تتدخل أحيانا وقد تكون هي الأخرى أكثر فتكا بالبشر ، ومن مخاطر هذه الكوارث حدوث الزلازل و الفيضانات و الحرائق و البراكين و…. .
نبدأ بزلزلة الأرض بالمغرب العربي، حيث ضرب زلزال عنيف بمدينة مراكش في اليوم الثامن من شهر شتنبر الجاري ، وصلت حدته حوالي 7,2 على سلم ريشتر حسب مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ، في منطقة الحوز بجبال الأطلس الكبير.
و أودى بحياة ما يقارب ثلاثة الآلاف وفاة وأكثر من5500 جريح ومصاب وفقا لاحدث الأرقام الرسمية.
وتسبب الزلزال في تدمير منازل كثيرة وانهيار جزئي او كلي لحوالي 50 الف منزل ، وكدا هدم عدة قرى جبلية نائية يصعب الوصول إليها، مما أدى إلى إرتفاع عدد الضحايا بدون مأوى .و أيضا انقطاع الماء و الكهرباء وشبكة الإنترنت، بالاضافة الى التضاريس الجبلية الوعرة لهذه المنطقة ، والتي لم تستطع حتى المساعدات وفرق الإنقاذ ان تصل إليها .
و شهدت كل القرى حالة كبيرة من الدمار، وهناك قرى تعيش وضعا كارثيا للغاية، مما جعل سكان هذه القرى في معاناة شديدة، خصوصاً مع اقتراب فصل الشتاء البارد في الأشهر القليلة القادمة.
ولم يفصل هذه الكارثة الطبيعية سوى بضعة أيام، حدوث إعصار غير مسبوق في ليبيا، و الذي بدأ باليونان عابرا البحر المتوسط الى سواحل ليبيا الشرقية، بسرعة الرياح بلغت 70 كيلومترا في الساعة.
إذ وصلت عاصفة ” دانيال” بعد ظهر يوم الأحد إلى الساحل الشرقي لليبيا، وضرب هذا الإعصار مدينة بنغازي و توجه شرقا لعدة مدن ساحلية وتنال مدينة درنة النصيب الأكبر من الأضرار و الخسائر ، حيث تجاوز عدد القتلى 5300 قتيل و الآلاف من المفقودين ، بعد انهيار السدان الرئسيان على نهر وادي درنة الصغير الذي تسبب في انزلاقات طينية جرفت العديد من المباني مع سكانها.
ولازال كل من الأشقاء يواصلون جهودهم الحكومية و العسكرية الحثيثة لإنقاذ شعبهم، من مخلافات هذه الكوارث الطبيعية. و التخفيف عن المتضررين واوائهم و اجلاء الجرحى و علاج المصابين و منحهم الدعم الازم ، كل حسب طاقته و قدرته البشرية والمادية و اللوجيستيكية.
وفي الأخير نسأل الله أن يكون في عون كلا البلدين وندعوا لإخواننا بالرحمة والمغفرة وأن يتقبلهم شهداء عنده.