جسر بريس من الرباط
اختير المغرب لاحتضان الاجتماعات، بعد مسلسل تقييم شمل ترشيحات تقدم بها ثلاثة عشر بلدا في 2018، حيث كان متوقعا أن تنظم في مراكش في أكتوبر من عام 2021، غير أن الأزمة الصحية، أفضت إلى تأجيل ذلك الموعد ضربه العالم في المغرب إلي أكتوبر من العام الحالي.
عندما حدث الزلزال طرحت تساؤلات حول ما إذا كانت الاجتماعات ستعقد في موعدها. وقد اقتضى ذلك اجتماعا بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، انتهى بإصدار بلاغ،
وجرى التأكيد على أنه تم الحصول على تطمينات من السلطات المغربية حول قدرة المدينة على احتضان الاجتماعات، حيث أن ذلك لن يعرقل التدابير التي تتخذ من أجل مواجهة تداعيات الزلزال بالحوز.
وقد أكدت مديرة دائرة الإعلام في صندوق النقد الدولي، جولي كوزاك، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء في واشنطن، أن تلك الاجتماعات ستنعقد في احترام للوضع الذي تعيشه المملكة، بعد الزلزال القوي الذي ضرب منطقة الحوز.
وأوضحت وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، في مؤتمر صحفي الخميس الماضي، أن البرنامج العلمي الذي حدد لم يحدث عليه أي تغيير، مضيفة أن بعض الاحتفالات التي كانت ستواكب هذا الحدث ألغيت في السياق الذي يعيشه المغاربة بعد الزلزال.
وذهبت إلي أن قرار الإبقاء على موعد الاجتماعات في أكتوبر الجاري، جاء بعدما وقفت فرق من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي على وضعية الفنادق والبنيات التحتية والتجهيزات.
سيشهد ذلك الحدث مشاركة أكثر من 12000 مشارك، من بينهم مندوبو 189 دولة، يتقدمهم وزراء الاقتصاد أو المالية ومحافظو البنوك المركزية، ورؤساء والمديرون العامون للمؤسسات الدولية الإقليمية أو الجهوية، وممثلو القطاع الخاص، والخبراء والجامعيون، وممثلون المنظمات غير الحكومية الدولية والمحلية ووسائل الإعلام الوطنية والدولية.
ذلك حدث سيشد إليه انتباه العالم على مدى أسبوع، حسب جواد الكردودي، رئيس المعهد المغربي للعلاقات الدولية، حيث سيجعل المغرب في بؤرة اهتمام وسائل الإعلام العالمية والمراقبين والخبراء.
ويتصور الكردودي أن ذلك الحدث سيساعد على الترويج للمغرب سياحيا، بعد الزلزال الذي شهدته المملكة قبل شهر، خاصة بعدما قررت المؤسستان الإبقاء على تنظيم الاجتماعات بالمغرب.
هذا ما أكدته وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح، حيث شددت على أن تنظيم الاجتماعات السنوية، سيساهم في الفترة الحالية، في الحفاظ على الدينامية السياحية التي عرفها المملكة منذ بداية العام الحالي.
وسيكشف في اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، عن كتاب خصصته المؤسستان الماليتان الدوليتان، للتعريف بالمغرب، حيث سيكون موضوع ندوة سيجرى التعريف خلالها بمنجزات المملكة وإمكانياتها وانتظاراتها.
وسيساهم المغرب في تنظيم خمس تظاهرات بمعية صندوق لنقد الدولي والبنك الدولي، حيث ستنصب إحداها على فرص الاستثمار التي يتيحها المغرب، وستقارب تظاهرة ثانية سبل مواجهة الصدمات النسقية وتثمين الاستقرار، وستتناول تظاهرة ثالثة موضوع المرونة والانبثاق والتضامن وحياد الكربون. وينتظر أن تنصب تظاهرة رابعة على الإدماج المالي، وستنكب تظاهرة خامسة على دور المؤسسات العليا للرقابة في تنفيذ أجندة 2030 الأمم المتحدة.
ويلاحظ الكردودي أن المواضيع، التي سيكون المغرب طرفا في تنظيمها مع المؤسستين الماليتين، تندرج ضمن الأولويات التي تحظى باهتمام المملكة، مضيفا أن الحدث سيكون فرصة للتباحث حول القضايا ذات الاهتمام المشترك مع مؤسسات مالية دولية ومستثمرين دوليين.
ستشهد هذه الاجتماعات مشاركة أغلب أعضاء الحكومة المغربية والقطاع الخاص وممثلين عن المجتمع المدني.
وسينظم مركز السياسات من أجل الجنوب الجديد، في سياق اجتماعات صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، ندوات تنصب على الاقتصاد العالمي وتمويل التنمية والدين العمومي والمرونة في ظل الأمن الغذائي والانتقال الطاقي، حيث سيشارك في هذه الندوة خبراء من قبيل جوزيف ستغيليتز، الحاصل على جائزة نوبل في الاقتصاد، ونكوزي أوكونجو إيويلا، المديرة العامة للمنظمة العالمية للتجارة، وريبكا غرينسبان، المديرة العامة لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية.
ويرتقب أن تنظم جامعة محمد السادس المتعددة التخصصات التقنية تظاهرة تحت شعار “صوت إفريقيا” بين العاشر والرابع عشر من أكتوبر، حيث سيجري تناول قضايا مثل الأمن الغذائي والتنمية المستدامة والعمل المقاولاتي في القارة الإفريقية، بمشاركة شخصيات مثل راتان لال، الحاصل على جائزة نوبل للسلام وجائزة الغذاء العالمية، وجاك أتالي الاقتصادي والكاتب الفرنسي.