عزالدين السريفي
قامت جبهة البوليساريو الانفصالية، بتوجيه سهام النقد، اللاذع لمؤسسة دويتشه فيله الإعلامية الألمانية، وذلك بسبب تقرير أعدته هذه المؤسسة الإعلامية. حول نزاع الصحراء.
الكيان الانفصالي انتقد ما ورد في حلقة برنامج “مسائية DW” الذي يقدمه القسم العربي التابع للهيئة الإذاعية الألمانية، حيث تم تقديم مدينة السمارة باعتبارها إقليما يقع ضمن أقاليم المملكة الجنوبية.
واعتبرت البوليساريو في رسالة وجهتها ممثليتها بألمانيا إلى رئيس مؤسسة دويتشه فيله الإعلامية بيتر ليمبورغ، التقرير. الذي قدمته الإذاعة الألمانية بأنه منحاز للمغرب، ويكرس واقع السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية، متهمة القناة بأنها لا تتوخي الدقة الإخبارية والالتزام بالمهنية الصحفية. في تغطيتها للنزاع الإقليمي حول الصحراء.
وإعترضت جبهة البوليساريو في الرسالة ذاتها على تنشيط صحافي مغربي لإحدى المناظرات وما وصفته بـ ” تكرار الادعاء بوجود تعاون عسكري بين جبهة البوليساريو والجمهورية الاسلامية الايرانية”.
وتعكس مراسلة جبهة البوليساريو للقناة الألمانية DW حالة التخبط الذي تعيش فيه جبهة البوليساريو بسبب تحجيم حضورها إعلاميا على المستوى الدولي وفضح ممارساتها المرتبطة بالإرهاب والعلاقة مع إيران، لاسيما بعد العمل الإرهابي الذي طال مدينة السمارة.
وتجسد رسالة جبهة البوليساريو للقناة الألمانية محاولاتها الرامية للتدخل في شؤون المؤسسة الألمانية، خاصة على ضوء دعم برلين لمبادرة الحكم الذاتي المغربية كأساس لتسوية نزاع الصحراء، ذلك الوارد في رسالة سابقة من المستشار الألماني، أولاف شولز لجلالة الملك محمد السادس.
ويأتي غضب جبهة البوليساريو في سياق توجه إعلامي دولي للتخلي عن الأطروحة الانفصالية، إذ تسعى عديد من القنوات التلفزيونية إلى الاعتماد على خريطة المملكة كاملة، ووسائل إعلام أخرى تسعى للكشف عن حقيقة النزاع والأوضاع المزرية في المخيمات.
وتزامنا مع أحداث مدينة السمارة التي عرفت حالة وفاة واحدة وثلاثة إصابات متفاوتة، تؤكد الجبهة الانفصالية تبنيها للهجوم الإرهابي، سواء من خلال تصريحات قيادييها المتفرقة، أو الارتباك الحاصل في دعايتها الإعلامية المدعومة من النظام الجزائري، واليوم بانتقادها للصحف الأجنبية في تغطيتها لهذا العمل الإرهابي.
في هذا الصدد، يرى محمد سالم عبد الفتاح، رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، أن “ما تقوله الجبهة لا يتعدى أن يكون مرافعة سياسية لم تستطع من خلالها نبذ الاتهامات الموجهة إليها في علاقتها بإيران”.
وأضاف سالم عبد الفتاح، أن “الاتهامات الموجهة إلى البوليساريو تتصاعد من خلال العديد من التقارير الدولية التي تبين وجود تعاون جزائري إيراني لتوظيف الجبهة ضد المملكة المغربية”.
واعتبر المتحدث ذاته أن “هناك تقاطعا واضحا في الأجندة بين الجزائر وإيران بخصوص المنطقة، إذ يوفر قصر المرادية غطاء آمنا لتحرك الجبهات الإرهابية المسلحة والتابعة لإيران في منطقة الساحل”.
وزاد أن “طهران تحاول تحقيق إنزال سياسي ديبلوماسي وثقافي في هاته المنطقة، من خلال استهداف الأمن الروحي للبلدان المغاربة، عبر السعي لنشر المذهب الشيعي، واستغلال هذا العامل الديني والثقافي والاقتصادي كحصان طروادة في محاول لاختراق هاته البلدان، وضرب أمنها واستقرارها بتوظيف ميليشيات مسلحة انفصالية”.
وشدد سالم عبد الفتاح على أن “إيران تعول على جبهة البوليساريو من أجل ضرب استقرار المملكة المغربية، عبر خلق تيار حوثي جديد في المنطقة”.