المسؤول عن النشر والاعداد
يبدو أن “ولاد عبد الواحد كلهم واحد”، ولا فرق بين وزير أو سفير أو غفير عند دولة الفرنسيس.. تلكم هي الخلاصة التي وصل إليها جميع المغاربة، بعد استماعهم لمداخلة السفير الفرنسي.. في إحدى مدرجات كلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية في الرباط، التابعة لجامعة محمد الخامس العريقة.
السفير الفرنسي كريستوف لوكورتيي حاول أن يبين بأن فرنسا كانت دائما داعمة للمغرب في قضية الصحراء.. وبأن هذا الدعم أخذ أشكالا دبلوماسية وحتى عسكرية. واستشهد الدبلوماسي الفرنسي بالتدخل العسكري الفرنسي ضد معاقل البوليساريو سنة 1977م.. واعتبر ذلك دعما مهما وحاسما لصالح للموقف المغربي.
طبعا السفير الفرنسي يعتقد أن المغاربة “يأكلون التبن”، وبأن هكذا “تدليس” يمكن تمريره.. في زمن أصبح الحصول على المعلومة التاريخية من أسهل الأمور. وهنا تدخل مجموعة من المغاربة، من على منصاتهم، لتذكير السفير الفرنسي، بأن باريس تدخلت عسكريا.. بعدما هاجمت عناصر من الجبهة الانفصالية المجمع المنجمي للزويرات، والذي كان يصدر إلى فرنسا معظم حاجياتها من الحديد. كما أن البوليساريو هاجمت القطار الرابط بين الزويرات ونواذيبو وقامت باحتجاز رهائن فرنسيين وصينيين.. وقتلت بعضهم بدم بارد (طبيب فرنسي وزوجته)
وبعد هذا الهجوم على مصالح باريس في موريتانيا تدخلت طائرات الجاكوار الفرنسية لدك معاقل البوليساريو.. لتأديب الجبهة أولا ثم للضغط عليها لتسليم الرهائن الفرنسيين الثمانية. وهو ما تأتى لباريس بعد أيام من ذلك، بعدما خضع الانفصاليون للقوة العسكرية الفرنسية.
المشكلة أن السفير الفرنسي نسي، أو تناسى، بأن فرنسا اقترحت على البوليساريو دخول وادي الذهب.. وذلك بعد خروج موريتانيا من المنطقة. وتناسى نفس السفير بأن الجزائر رفضت، لأنها كانت تريد نصيبها من كعكة الصحراء، ولا أقله منفذ على مياه المحيط الاطلسي الدافئة.
هو إذا التاريخ الأسود لفرنسا في الصحراء المغربية والذي نكتشفه يوما بعد يوم.. في انتظار فتح ملف الصحراء الشرقية المغربية، والذي يمكن اعتباره أكثر دموية من غيره بالنظر إلى تورط باريس.. في إجراء تجارب نووية ذهب ضحيتها الآلاف، ولا يزال سكان تلك البقعة المغربية العزيزة يعانون من آثارها إلى اليوم.