اعتبر توني موشاما، كاتب ومحلل سياسي كيني، أن “تعيين نيروبي لأول سفير لها في المملكة المغربية، منذ بداية العلاقات بين البلدين، هو حدث طال انتظاره من الشعبين المغربي والكيني”.
وأضاف موشاما، أن “المغرب وكينيا لهما دور محوري ومركزي في القارة السمراء؛ بل أيضا على المستوى الدولي، حيث تشكلان القوى الفاعلة السياسية والاقتصادية في إفريقيا، إلى جانب نيجيريا وجنوب إفريقيا ومصر”.
وقال الكاتب الكيني إن “وجود سفيرة كينية في المملكة المغربية سيعزز العلاقات الاقتصادية على الخصوص؛ على التحديد تبادل حاجيات البلدين، والمساهمة في تقوية المبادلات التجارية، وتشجيع الاستثمار بين الطرفين”.
وأكد موشما، الذي حصل 3 مرات على جائزة أدب الشباب الإفريقي، أن “نيروبي في حاجة قوية إلى الفوسفاط المغربي، حيث تعتبر الرباط من المنتجين البارزين عبر العالم لهاته المادة الحيوية، والتي هي مطلوبة بقوة من قبل المزارعين الكينيين”.
وبإمكان كينيا أن تصدر، وفق الكاتب وأيضا الصحافي الكيني، للمملكة المغربية “مادة تستهلك بقوة، وهي الشاي الأخضر، الذي تعد نيروبي من أبرز المصدرين له”، مشيرا إلى أن “هاته المادة الموجود بقوة في كينيا، بعودة العلاقات مع المغرب، سنكون أمام سوق استهلاكية ضخمة للشاي”.
وشدد موشاما على أن “البلدين أمام فرصة عظيمة لمضاعفة نفوذهما الاقتصادي بشكل متبادل في الشرق والغرب الإفريقي، حيث يمكن للرباط الدخول من كينيا إلى أسواق شرق إفريقيا الشاسعة، وبإمكان نيروبي الدخول من المغرب نحو دول غرب إفريقيا”.
وعلى المستوى السياحي، أورد الكاتب الكيني أن “وجود خط مباشر بين البلدين مطلب جديد، حتى نساهم في التعارف بين الشعبين، وننهي أي جهل بكلتا ثقافتينا”، معبرا بذلك عن “إعجابه بالتقاليد المغربية المتنوعة”.
وأوضح المتحدث ذاته: “وجود تعاون سياحي يعطينا الكثير من الفرص لنتشاركها بيننا؛ ففي المجال السياحي يمكننا التعاون فيه لجذب الزوار بقوة عبر العالم، حتى يستمتع العالم بجمال رمال الصحراء المغربية، مرورا بمختلف المشاهد الساحرة هناك، وصولا لرحلات السفاري وشواطئ كينيا الجذابة (من مراكش إلى ماساي مارا وغيرها)”.
وتابع قائلا: “علينا أن نعود إلى طموح قائدي البلدين منذ قيام العلاقات، فما يحصل اليوم هو استرجاع طموح قوي يجذب الغرب بالشرق الإفريقي”، مبينا أن “الكينيين الذين يعرفون المغرب يرونه بلدا رائعا بجميع التفاصيل، ووجود قنوات سياسية رسمية دبلوماسية يعني الارتقاء بالعلاقات إلى مستويات أكبر”، لافتا إلى أن “وجود كل هاته الفرص العظيمة مهدورة بين البلدين طيلة هاته السنوات يظهر جليا اليوم أن الوقت قد حان فعلا لتجاوز الوضع، وبناء شراكة قوية تقربنا اقتصاديا وسياسيا وثقافيا”.
ودعا موشاما سفارة بلاده الجديدة إلى أن “تكون قنطرة ليتعرف الكينيون على المغرب كما يجب، وأيضا نافذة للمغاربة ليلقوا نظرة على بلدنا وثقافته؛ بما يساهم في التلاقح الاجتماعي، وتعزيز التقارب الثقافي الإفريقي بين الشرق والغرب”.
وكعادته ودون اجتهاد أو إبداع في مناوراته الخسيسة المعادية للمملكة، أوفد نظام الكابرانات وزير خارجيته على وجه السرعة إلى كينيا إثر إعلان نيروبي عن تعيين سفيرة لها بالمغرب لأول مرة، تمهيدا لمرحلة جديدة بين البلدين.
وسارع الرئيس الجزائري تبون بإرسال ممثل خارجيته أحمد عطاف إلى كينيا للقاء المسؤولين فيها، في خطوة تفضح بالملموس خشية الجزائر من حشد قضية الصحراء المغربية مزيدا من الدعم الإفريقي، خاصة بعد إبداء الرئيس الكيني وليام روتو رغبته في زيارة المملكة.هذا وعينت جيسيكا موتوني غاكينا، بشكل رسمي ولأول مرة في تاريخ العلاقات بين الرباط ونيروبي، أمس الاثنين (8 أبريل)، سفيرة لكينيا بالمغرب، بعد نجاحها في المرور بلجنة الدفاع والذكاء والعلاقات الخارجية بالبرلمان الكيني.
وبعد نجاحها في إقناع لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان الكيني برغبتها في تعزيز العلاقات بين كينيا والمغرب، وزيادة الفرص الاقتصادية لنيروبي بالرباط، خاصة في قطاعي الشاي والقهوة، شددت السفيرة على “أهمية الترويج لكينيا بالمغرب على أنها وجهة للاستثمار”.ويشكل تعيين غاكينيا نهاية لوضع القنصلية الفخرية كتمثيل دبلوماسي وحيد لكينيا بالمغرب، على عكس تواجد سفارة مغربية بنيروبي منذ سنوات.