عز الدين السريفي
تحدثت تقارير إعلامية بإسهاب عن مستقبل المغرب، مع اكتشاف جبل “تروبيك” الذي يحوي ثروات ضخمة واحتياطات هائلة من المعادن والغاز والثروات الطبيعية، الغير مستغلة، في انتظار أن تبسط المملكة سيادتها على هذا الكنز الذي يعد مطمعا للعديد من الدول.
تروبيك” هو جبل بركاني يقع على عمق ألف متر تحت سطح الماء، وتشكل منذ العصر الطباشيري، نتيجة سلسلة من العمليات البركانية التي حدثت قبل ملايين السنين، وهي الفترة التي تشكل خلالها أيضا أرخبيل جزر الـ »كناري » الواقعة تحت حكم التاج الإسباني.
ويؤكد علماء الجيولوجيا، أنه جبل بركاني ميت كان نشيطا قبل 119 مليون سنة، ويقع هذا الجبل على بعد 500 كيلو متر من سواحل الصحراء المغربية ويبعد على جزر الكناري أو جزر الخالدات بحوالي 400 كيلو متر.
يحتوي جبل التروبيك على احتياط هام من الثروات الطبيعية كالنفط، واحتياطيات هائلة من المعادن النفيسة والنادرة وهي من العناصر الرئيسية في الصناعات الإلكترونية.
ومن أبرز تلك الثروات التيلوريوم والكوبالت والنيكل والرصاص والفاناديوم والليثيوم، وهي عناصر تستخدم في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية واللوائح الشمسية والهواتف الذكية.
وتُقدر احتياطيات جبل “تروبيك” من “التيلوريوم” بنحو 10% من الاحتياطي العالمي، في حين يحتوي على مخزون ضخم من “الكوبالت” يكفي لتصنيع أكثر من 270 مليون سيارة كهربائية، وهو ما يمثل 54 ضعف ما تمتلكه جميع دول العالم من هذا النوع من السيارات الحديثة والصديقة للبيئة.
قالت صحيفة “إلبيريوديكو دي إسبانيا” في تقرير نشرته مؤخرا، أن منطقة “جبل تروبيك” فتحت الباب أمام صراع بين المغرب وإسبانيا حول من يكون له الحق في استغلال هذه المنطقة، ولاسيما أنها منطقة غنية بالالآف من المعادن النادرة التي يُمكن استخدامها في العديد من الصناعات الحديثة.
يذكر أن جبل “تروبيك” يقع تحت الماء، على بعد حوالي 250 ميلاً بحرياً، جنوب غرب جزيرة “هييرو”، بما يعني أنه يقع خارج المياه الخاضعة للسيادة الإسبانية بحوالي 50 ميلاً، أقرب إلى الفضاء البحري للجنوب المغربي، وتحديدا منطقة الصحراء المغربية.