نيبل هرباز
حسب رأيي وقناعتي التي تلزمني وحدي، أن مشكلتنا مع الجزائريين هي بالأساس مشكلة تربية ومشكلة أخلاق، فلا أحد منا ينكر انه بالفعل تجمعنا بجيراننا العديد من الأشياء التي يتعمد أن يذكرها دائما دووا النيات الحسنة من بيننا، ومن بينهم، لتهدئة التوتر، ورأب الصدع، كلما برزت مشاكل وعلت أصوات الشتم والسباب من هنا ومن هناك، تذكر فقط بهدف ردم الهوة، وإطفاء نار الغضب المستعرة عندما تتوهج بين الطرفين : …وأنا حتى وإن كنت أتفق مع هؤلاء أنه بالفعل، هناك روابط وحدة الدين الإسلامي ..ووحدة الامازيغية ..و العروبة، ….والجغرافية وكل هذه الأشياء مشتركة بيننا وبينهم، أشياء فرضها علينا واقع الجوار في هذه الجغرافية اللعينة …. لكن هل هذا وحده يكفي لنتحمل بداءاتهم طول حياتنا ….هل كل هذا كاف ليستحقوا منا أن نتخدهم إخوانا و أولياء لنا؟ …لا أظن ذلك …، وأقولها صراحة دون نفاق ،… لا أعتقد أن ماذكر كاف ليستحق مني جاري الجزائري أن اعتبره أخي ….ما دام بيني وبينه خلاف واختلاف في الطباع و السلوك ، وفي مفهوم موحد عن ماهية الأخلاق والقيم النبيلة،… لا يكفي مادمت اختلف معه في المفاهيم : فبالنسبة لي صفات الامانة ، والصدق ، والكد والعمل ك، صفات رفيعة، ومن يتصف بها إنسان صالح، وبالنسبة له ماهي إلا بلادة، وكل من يتصف بها فهو غبي ، أما الكسل، والكذب والسرقة والنصب فبالنسبة له ذكاء وحداقة، ومن يتصف بها فهو شاطر ويعرف من أين تؤكل الكتف ، الصفات التي اعتبرها أنا قدارة، ومن يتصف بها وضيع ولا يؤمن جانبه ……هذه مجرد أمثلة قليلة من الكثير مما نختلف حوله ، والذي يؤكد لي أننا لسنا مثلهم، وحتى أكون موضوعيا، ولا أكون قاسيا، غالبيتنا ليست كغالبيتهم ، إذ لا يكفي ان نكون إخوتهم ونتحمل عبء وضاعتهم فقط لأننا وجدنا دون إرادتنا بجوارهم، ولأن هناك أشياء مشتركة بيننا وبينهم، كيف أقنع عقلي اليوم بأنهم إخوتي وليسوا ألذ أعدائي، وانا أراهم يطردون مآت الالاف من أبناءنا من بلدهم ليلة عيد الأضحى، بعد أن استولوا على أموالهم وبيوتهم ، وشتتوا أطفالهم، من يقنعني اليوم بأنهم إخوتي وانا أراهم يصرفون أموالهم الطائلة، ووقتهم الذي لم يكن يوما ما ثمينا ، يصرفونه لهدم وتمزيق أوصال بلدي الذي يأويني، من يقنعني بأخوتهم وأنا أراهم يغلقون الطريق برا وجوا ليزيدوا من عناء ومتاعب بلدي ، لا يا هذا….لن اقتنع بأنهم إخوتي …ورب لي إخوة بعيدين جغرافيا عني، لكن يبادلونني الخير كل الخير .. ورب لي إخوة من بينهم حتى من هم ليسوا من عرقي وليسوا على ديني ولا لغتي ، ….لكن تجمعني بهم مكارم الأخلاق، والتعاون الصادق على البناء ، وتسهيل حياة شعبينا …هؤلاء إخوتي ..أما انت ياجزائري إن كنت ممن يمشون على خطى وصراط عسكركم …فأنت لست ولن تستحق أ تكون يوما ما أخي ،….
