نبيل هرباز
أنا متأكد أنه عندما أخطأ عسكر الجزائر التقدير، واتخد قرار حجز قمصان فريق نهضة بركان، بدعوى أنها تتضمن صورة تتنافي مع قانون الإتحاد الإفريقي، كان العسكر وهو يفعل ذلك لا يقدر خطورة تصرفه ،بل كان يعتقد ومتيقن أيضا ، أنه وجد كنزا ثمينا، ومخالفة قانونية ارتكبها غريمه المغرب، مخالفة لا يأتيها الباطل لا من أمامها ولا من خلفها، ….مخالفة سيهزم بها المغرب شر هزيمة و أمام انظار العالم ، ..وسيثبت له ان لا حق للمغرب في صحرائه، … لم يكن المسكين يقدر ولو بنسبة ضئيلة جدا أن السحر سينقلب على الساحر ، وإنه يلعب في الممنوع، ومع خصم ليس بالسهل ، فأخطأ التقدير وجاءه الرد سريعا من الإتحاد الإفريقي الذي قال له بصريح العبارة ماذا (تخربق) ، إرفع يدك النتنة عن قمصان الفريق الضيف حتى لا تتسخ بلمسها، …استأنف هذا القرار أملا في تحقيق الفوز المنشود …لكن استئنافه رفض امام الهيئة الإستئنافية المختصة، فأصيب بإحراج أكبر …فلو كان يتصور أنه سيقع ما وقع ما تجرأ من الأول على وضع نفسه في هذا المأزق الذي جعل العالم يلتفت ليرى ويسمع أن هيئات التحكيم الدولية تؤمن بمغربية الصحراء، وأن من حق المغرب أن ينشر خرائطه الشاملة لكل أرضه رمز سيادته، والآن وبعدما وقع ما وقع ، لم يبق للعسكر من هول الصفعة والهزيمة النكراء ، التي حرم جراءها الجزائريين من الاستمتاع بمباراة فريقهم المفضل غير إخراج أدوات التخدير… و نكافات التطبيل… من نوع دراجي قطر …الذي لبى الأمر ، ووجه رسالة تخديرية مباشرة لجمهور اتحاد الجزائر لتضميض جراحه …. وليهون عليه مصابه الجلل …ويشكره مسبقا على تفهمه لما وقع ..ويوهمه أن منع إقامة المباراة أملته ضرورة مصلحة الشعب وسيادة الوطن التي كانت مهددة بالمساس، إن لعبت بشكل عادي كما كان مخططا له بمؤامرة المخزن وحلفائه ، … وأن الأهم والأجمل والمعجز بالنسبة للدراجي ..هو أن يدخل فريق نهضة بركان لملعب الكرة أمام ستين ألف متفرج جزائري ومع ذلك …يخرج سليم الأبدان دون أن يمس بسوء !! المضحك هنا هو أننا نعرف أن فريق نهضة بركان لم يدخل للملعب بالمرة امام الجمهور الحاضر كما ادعت النكافة الدراجي …..لا هو ولا حكام اللقاء الأفارقة ….عدا إذا كانت النكافة حفيظ تعتبر أن دخول فريق النهضة بالحافلة المخصصة تحت حراسة مشددة من المدخل الخلفي للملعب و البعيد كل البعد عن الجمهور حتى الوصول للمستودعات ..ومغادرته كما دخل ، دون أن تطأ أقدامه وأقدام الحكام أرضية الملعب امام الجماهير …عدا إن كان هذا بالنسبة للدراجي يعتبردخولا للملعب، أمام الجماهير …المهم لا أدري لأي حد سيبقى العسكر يجمل جرائمه بعد ارتكابها بالإستنجاد بالنكافات لتخدير الشعب بمخدر…انتهت صلاحيته ..ولا أدري هل استطاع هذا المخدر من نوع حفيظ أن يفعل مفعوله في الجزائريين ويجعلهم يصدقون بالفعل أن سيادة الجزائر مست بنشر خريطة بعيدة كل البعد عن وطنهم و لا تمس بأية حبة رمل من ترابهم …ولا ادري إلى أي حد سيقنع الدراجي الجمهور بأن حرمانه من لقاء رياضي ضل ينتظره و يتشوق لمشاهدته، هو مصلحة للوطن الجزائري …