قبل أيام من مناورات “الأسد الإفريقي” متعددة الجنسيات، تستعد القوات المسلحة الملكية المغربية لاستلام حوالي 500 مركبة عسكرية من نوع HMMWV، حسب ما نقلته تقارير صحفية دولية، وذلك في سياق التعاون والتقارب العسكري بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب.
ويأتي هذا “التعاون العسكري” بين واشنطن والرباط في إطار برنامج فائض المعدات الدفاعية الزائدة، والذي وافق عليه الكونغرس الأمريكي في نهاية شهر فبراير الماضي، إذ تتوفر هذه الوحدات العسكرية الحربية على ميزات حديثة وهيكل مصمم ضد الانفجارات وهجمات الأسلحة الخفيفة.
وعلى هذا الأساس، تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على تطوير الترسانة العسكرية المغربية نظرا للتهديدات التي باتت تعرفها المنطقة نظرا لتزايد وتيرة نشاط المليشيات المسلحة والجريمة المنظمة العابرة للحدود، في حين تعتبر واشنطن المزود الرئيسي للرباط من ناحية المعدات العسكرية الدفاعية.
في هذا السياق، قال الشرقاوي الروداني، الخبير الأمني والاستراتيجي، إن “هذا التعاون بين الولايات المتحدة الأمريكية والمغرب يأتي في سياق الجيوسياسي المضطرب في المنطقة والقارة الإفريقية، وأيضا في إطار الشراكة الاستراتيجية الموقعة بين الدولتين تمتد إلى 10 سنوات، ثم كذلك هناك تعاون عسكري قوي أظهرته المناورات العسكرية التي يشارك فيها الجيش المغربي والأمريكي معا”.
وأضاف الروداني، أن “تسليم هاته المركبات المعروفة بدقتها وسلاسة تحركتها في مختلف التضاريس الصعبة، يطور من وحدة المشاة بالجيش المغربي”، مشيراً إلى أن “تسليم هذه الدفعة تدل وبقوة على صلابة العلاقات الثنائية بين الرباط وواشنطن”.
وتابع المتحدث عينه أن “المغرب اليوم أصبح دولة ذات ثقل جيواستراتيجي سواء على مستوى المتوسط أو على المستوى الأطلسي أو على المستوى الجنوب الأطلسي، وهذا ما يظهر التطور المهم بين الدولتين على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية هي المورد الأول للمغرب من ناحية الأسلحة”.
وأشار الخبير الأمني والاستراتيجي إلى أنه “المغرب وحسب موقعه الجيوستراتيجي بات نقطة إرتكاز بالنسبة للدول وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية”، مؤكدا أن “ضبط التوازن العسكري بالمنطقة رهين بتقوية الجيش المغربي الذي يلعب دورا مهما في تحييد الأخطار والتهديدات التي أصبح سقف المخاطر يزداد يوما بعد يوم”.
وأردف أيضا أن “الولايات المتحدة الأمريكية ترغب في تقوية الجيش المغربي بمعدات عسكرية متطورة من الجيل الجديد، الأمر الذي يبين أهمية القوات المغربية وتأثيرها القوي بالمنطقة المشتعلة، وبالتالي فإن هذا التعاون يظهر بأن العلاقات المغربية الأمريكية تدخل في نسق جديد نظراً للمبادرات التي أنشأها الطرفين كالمبادرة الأطلسية”.