المسؤول عن النشر والاعداد
وأنا أسمع الخطابات السياسية التي لا يمكن أن تجد لها صدى ولا أن تلقى رواجا في أية دولة من دول العالم ، عدا دولة واحدة ووحيدة ، هي دولة الجزائر،…وانا أتأمل، أرى ،وأستغرب كيف استطاع أن يروض الكابران الأول مالك الجزائر، وحاكم أصحاب الأصابع الزرقاء، ومروضهم ليرضوا بوضع لا يقبله غيرهم من البشر العاقل ، أتساءل كيف استطاع أن يقنعهم بأنه فارسهم الأوحد والأخير، الذي لا يمكن أن يقودهم غيره ، كيف خدرهم وامتطي صهوتهم ، وأمسك لجامهم ، ليجر بواسطته رؤوسهم الفارغة، ويوجهها بكل سهولة كيفما شاء : إن يمينا أو شمالا، دون أن يجد منهم أية مقاومة ، أو احتجاج يذكر ، استسلموا له بالكامل وتركوا ..الكابران يحكم قبضته القوية على اللجام، ليكتم أنفاسهم ..ويلجم أفواههم متى بدا له ان الكائن الاصبوعي يريد حراكا لينهق… ، الكبران يحمل ايضا بيده اليسرى مهمازا حادا ك، ينخس به رقابهم لكي لا تلتفت وتمكنهم من رؤية الحرية و كيف يعيش العالم من حولهم ، ومع ذلك الأصبوعيون، صامتون، صاغرون مستسلمون ..، لا يناقشون إلا أحوال الآخرين، وينتقدون كل من رث لحالهم، وأشفق على عيشتهم من هول ما يراه …، يشتمون كل من جاءهم بمرآة لتريهم سوءاتهم، وتعكس لهم فضاعة الصورة التي يراهم عليها العالم ويضحك عليهم ، صورة مطية رخيصة لا قيمة لها ، خلقت فقط لتركب، مطية لم تحرر نفسها، وتدعي أنها منشغلة بتحرير الآخر الذي لايقبل أن يركب، والذي يعيش كريما معززا في وطنه، الآخر الذي لن يرضى أبدا أن يكون مكان المطية او يعيش طوابرها …
آرقتني ظاهرة الأصبوعيين الجزائريين، لدرجة أنني أصبحت أبحث لها عن تفسير عند علماء و فقهاء الإسلام، لعلي أجد لها ذكرا …، وطلبت منهم تفسير ، الآية الكريمة رقم 8 من سورة النحل، والتي قال فيها جل علاه : بعد باسم الله الرحمان الرحيم (…. والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة، ويخلق ما لا تعلمون ..) صدق الله العظيم ، واتساءل هنا ، أتدخل في تفسير الجزء الأخير من الآية (ويخلق ما لا تعلمون) المخلوقات زرقاء الأصابع، عطفا على الحمير والبغال ….لأنها هي الأخرى تركب ..ولأنه عند نزول القرآن لم يكن يعلم بها أحد ؟ من يعرف منكم الجواب يفيدني أفاده الله و جزاه خيرا عني.