نبيل هرباز
تناولت اليومين الأخيرين الكثير من وسائل الإعلام الإسبانية بعناية مكثفة موضوع الوضع المأساوي الذي تعيشه الساكنة الصحراوية بمخيمات تيندوف، وقالت أن 90 في المائة من هؤلاء يعيشون وضعا صعبا و جد متردي.
ونقصا حادا في الماء والغذاء نتيجة الجفاف من جهة ، ومن جهة أخرى نتيجة التضخم و الغلاء العالمي الذي عرفته جل المواد والسلع التجارية ..وارتفاع كلفة نقلها وكلفة كل ما يؤثر فيها … ، الشيء الذي أدى إلى تقليص بنسبة 30 في المائة من قيمة الدعم السنوي الذي ألفت أن تتوصل به من الدول المانحة و المنظمات الخيرية ، كدعم لصحراويي المخيمات،… تتوصل به الجزائر وجبهة البوليزاريو، يقتسمانه و يسرقان نصيبهما الأكبر منه بعد بيعه للمستهلكين الجزائريين في الأسواق التجارية، وقبض مقابل ثمنه بعيدا عن المخيمات ودفاتر حساباتها التموينية ، تم بعد ذلك تعمل الجزائر والجبهة على توزيع القليل المتبقي من الدعم على قاطنة مخيمات العزة والكرامة التي تحشر فيها الساكنة حشرا لتعيش في ظروف لا ترضي حتى الكلاب (سواء الأليفة منها أوالمتوحشة) التي لن ترضى قبول العيش داخلها لإنعدام الشروط الدنيا الصحية التي يتطلبها إيواء حيوان أليف او متوحش ليعيش دون أن ينفق …..،
إن ما يصيب سكان المخيمات من بلاء ومآسي و تقتيل ،ونقص في الأموال و الأنفس والثمرات، لا يعدو أن يكون نتيجة حتمية طبيعية لإختياراتهم السيئة ، فمن اختار من الصحراويين البقاء في وطنه المغرب ، فهو ينهم ويغنم بالعيش حرا كريما ، ومن صدق اطروحة الوهم وتبع البوليساريو ..في رأيها خسر دنياه، وأهدته للجزائر، ليعيش عيشة الذل والمهانة والإستعباد، حتى أصبح الكل في المغرب يقول هذا ما جنته البوليساريو على نفسها وعلى أهلها …وهذا القول يكون على وزن المثل العربي الذي يقول : هذا ما جنته براقش على نفسها وأهلها، وهو متداول عند العرب كرمز للتهور المؤدي إلى الهلاك،…وقصة براقش حدثت حسب الروايات في العصر الجاهلي …حيث يحكى أن قرية هادئة كانت تعيش عيشة طبيعية ، وكانت بها كلبة تسمى براقش ، وكانت براقش تعيش معززة مكرمة وكل اهل القرية يثقون فيها ، ولا يقيدون حريتها ، أو يحترسوا منها….تم وصلت القرية أنباء تقول أن هناك عصابة تجوب النواحي ، وتهاجم القرى المجاورة ،…ليلا …لتقتل الرجال… وتسرق الأموال وتسبي النساء والأطفال لتبيعهم .جواري ..وغلمان بالأسواق …فماكان من أهل قرية براقش …إلا أن ..حفروا سراديب سرية تحت الأرض قريبة من قريتهم …نقلوا لها كل متاعهم …ويلجؤون إليها كلما حل الليل ليتحصنوا، وليناموا مطمئنين ….تاركين بيوتهم مهجورة وخالية على عروشها …وفي ليلة من الليالي سمعوا صوت خيول المجرمين …تجري في القرية .واصحابها يدخلون البيوت ولا يجدون فيها ما يطلبون ، ولا أي دليل على وجود حياة داخلها…فنادوا بعضهم بعضا ..وهموا بالرحيل ..إلى وجهة أخرى ….وبينما كانوا يفعلون ….إذا ببراقش…تنبح من وسط السراديب
….وترفض التوقف عن النباح …رغم محاولة و توسلات …من كان بجوارها من سكان القرية …إلى أن اكتشف ..الغزاة ..
.سراديب القرية …وما بها …من …أموال وبشر …فقتلوا براقش أولا ليتخلصوا من إزعاجها ….ثم قتلوا الرجال ….ونهبوا الأموال …ثم حملوا النساء والأطفال إلى الأسواق ….وداع صيت هذه القرية بين الناس …وشاع خبر براقش وما وقع لبراقش وأهل قريتها ..وأصبح الناس يقولون هذا ما جنته براقش على نفسها وأهلها …..فأصبحت مثلا …يروى عن …التهور …الذي ..يؤدي للهلاك …وهذا بالضبط ما حدث مع البوليساريو وقد يعتقد البعض خطأ أن سلطات البوليساريو كانت أكثر حظا من براقش لإنها لم تقتل ..لتلقى مصيرها ..لأقول له ومن قال لك ذلك …بل على العكس …فإبراهيم غالي وزبانيته هم أول من قتلت فيهم الرجولة، وأعدم فيهم الكبرياء واهينوا ، وهم اليوم يعيشون من الحقارة والذل ما يجعلهم يحتضرون ويموتون موتا بطيئا يوما بعد يوم …وموتهم البطيء هذا لا أظن أن براقش كانت لترضى أن تعيشه لو خيرت بينه وبين القتل السريع الرحيم الذي رحمتها به عصابة المجرمين.