نبيل هرباز
رأيت تصريح للصحفي المغربي حميد المهداوي على موقع التيكتوك تحول من خلاله إلى واعض، وناصح يطلب من إخوته المغاربة أن يوقفوا حدة التوتر مع النظام الجزائري، تم استدرك حتى لا يسأل لماذا خص المغاربة فقط بطلبه، دون الطرف الجزائري. وقال أنا لا يمكنني أن اخاطب أو أتكلم مع من وصفهم بإخوته الجزائريين…والمهداوي لم يقل السبب الذي جعله لا يخاطب الجزائريين بخصوص هذا الطلب، والذي نعرفه جميعا ، (وهو انه سيتعرض منهم للتحقير ، والسب ،والشتم )وقال فقط أنه يعلم أن المستفيد الوحيد من هذا التوتر هي دولة خليجية( لم يذكرها بالإسم ،وأظنه يشير بأصبع اتهامه لدولة الامارات العربية المتحدة ) ودولة إسرائيل ، تم أقسم بالله أن دولة إسرائيل ودولة خليجية من تقفا وراء التوتر بين المغرب والجزائر ، وأضاف قائلا : إن قدرنا كمغاربة أن نتعايش مع النظام الجزائري، وأقسم مرة أخرى : أن التوتر والسب والشتم على الصفحات، بين المغرب والجزائر، ماهو إلا لعب من ألاعيب إسرائيل، وليست إسرائيل وحدها بل معها أوربا والغرب بصفة عامة، وهذه المرة لم أعرف كيف أغفل المهداوي أو نسي الدولة الخليجية التي ذكرها في قسمه الأول كشريكة وحيدة لإسرائيل ، في زرع الفتنة بين المغرب والجزائر ، واكتفى في المرة الثانية بذكر إسرائيل، و غير ذكر الدولة الخليجية بذكر أوربا والغرب كجهة وراء فتنة العداء القائم بين المغرب والجزائر ، تم علل ذلك قائلا، إنهم يخافون من الجزائر التي تسلحت كل هذا التسلح والمغرب أيضا مسلح ، والغرب يخاف أن ينقلب المغرب والجزائر بأسلحتهم ضده، ويعودون بهم لعصر الأندلس..لذلك عملوا على إذكاء العداوة بين الجزائر والمغرب لتكون المواجهة ثنائية بينهما، حتى ينهاروا إقتصايا وعسكريا ، وقال المهداوي مخاطبا المغاربة: إياكم أن تظنوا أنه لا يوجد هناك مخطط لنتحارب يقصد المغرب والجزائر ، إنهم يخشوننا، فالجزائر يقول المهداوي تسلحت لدرجة أنها أصبحت تخيف الغرب وإسرائيل ، الذين أقسم المهداوي بأنهم لا ينامون من شدة الخوف من الجزائر لقوة تسلحها ، ولا سبيل لهم لنزع سلاح المغرب والجزائر …إلا بخلق مواجهة بينهما، ويتفرجا عليهما يتحاربان…. …كان هذا كلام المهداوي الذي سأنشره لكم في الرابط لتسمعوه إن أردتم ،
لا أخفيكم أنني عندما كنت أسمع مثل هذا الكلام الذي أعتبره هراءًا من أناس ، كنت احكم على قائله بأنه إما من فئة البسطاء السذج فكريا وثقافيا، المحدودي الإطلاع سياسيا ، و الذين يسهل أن تشكل عقولهم بكلام لا يقبله لا العقل ولا المنطق ، أو اعتبر صاحبه من اولائك الذين يحسبون على الجهة الأخرى، التي تحاول أن تبرز لنا الجزائر المجرمة في حق المغرب والمغاربة ، تظهرها لنا تارة في صفة الحمل البريء الوديع الدي يدافع عن المباديء، وتارة أخرى في صفة البطل غريندايزر الذي يخشاه العالم الشرير ، ويتآمر عليه ، وهنا أقف لأقول للمهداوي ما هذا يا هذا .
….والحقيقة تقال حميد المهداوي لم يكن محسوب عندي من الفئتين التي ذكرت، لا من البسطاء ولا من المغرضين، ..وكنت اعتبره من الناس الذين يعرفون من أين تؤكل الكتف ولا يعرض إلا مايطلبه المشاهدون لكن ان يشحن بطاريات عقولهم بالمغالطات والتخاريف هذا ما لا اقبله ..ويعز علي أن أقول هنا للمهداوي صراحة أنك أثبت لي بكلامك هذا ..أنك لا تعرف جيدا لا الجزائر والنظام الجزائري …ولا التحالفات الإستراتيجية لدفاع الدول عن أنفسها ….ولا تعرف حتى ما الذي يجب أن يفعله المغاربة ….اتجاه الجزائر …لتخمد نار غلها ….وترضى عنهم …والذي سأقوله لك في آخر المقال… لكن دعني الآن أجيب على إقحامك لتآمر دولة خليجية على المغرب والجزائر واظنك تقصد #الامارات_العربية_المتحدة …يؤسفني إن كنت تلمح لهذه الدولة الشقيقة والصديقة و تنعتها بذلك الوصف الدنيء…أنا أقول لك … المغرب لم يرى من الإمارات إلا الخير كل الخير …سواء في عهد المرحوم زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله وجزاه خيرا …أو في عهد ورثة إماراته أشقاء ملك المغرب …والذين تربوا ..في قصور المغرب ….ودرسوا ببلدنا ….وهنا أذكر فقط الإستقبال الكبير الذي حضي به صاحب الجلالة في آخر زيارة رسمية له لدولة الإمارات الشقيقة ..اذكر أن الإمارات عندما قررت تجديد أسطولها الحربي سنة 2021 ، وهبت للمغرب 31 طائرة ميراج حربية من آخر ما جادت به تكنولوجيا الحرب الفرنسية ..اعترضت فرنسا على قرار الإمارات …. ..وعرضت عليها إرجاعها لها بمقابل مادي بدعوى أنها تحتاجها ..لتساعد بها أوكرانيا في حربها ضد روسيا ….لكن الإمارات رفضت وضغطت حتى أخذت الضوء الأخضر من فرنسا سنة 2024 ….لإهدائها للمغرب ، اتريدنا ان نعتبر كمغاربة الإمارات عدوة لنا ؟ ، أمن أخلاق المغاربة أن يتنكروا لمن وقف بجانبهم …لا أظن ذلك …خصوصا …وأن الجزائريين إخوتك كما وصفتهم يا المهداوي ، يهددوننا صباح مساء بالحرب ….بعد هذا القليل مما ذكرت عن الإمارات، …..ولا أريد أن اكثر لأن تاريخ العلاقات الطيبة بين المغرب والإمارات حافل بهكذا مودة وأخوه …سأتركه….لأنتقل لموضوع إسرائيل … تحدثت يا مهداوي عن العدوة إسرائيل ..وأنا لعلمك فقط ضد ما تقوم به إسرائيل ضد إخواننا الفلسطينيين بغزة ….وضد أيضا أن يرفع نتانياهو خريطة العالم العربي و يتعمد إبراز خريطة المغرب مبتورة من صحرائها …ورغم اعتذاره…أنا من الناس الذين لن يقبلوا اعتذاره ….لكن يجب علينا ألا تنسينا أخوتنا مع فلسطين مصالح بلدنا العليا ..ويجب أن ننتقد حتى فلسطين عندما تسيء هي الأخرى للمغرب…وأن نقول انه حتى الفلسطينيون نشروا غير ما مرة خريطة المغرب مبتورة من صحرائها …ولم يكلفوا أنفسهم حتى عناء الإعتذار ….كما أن سفير فلسطين …بالجزائر كان يخرج بتصريحات .مسيئة لنا دون حرج ….وتمس بوحدتنا الترابية. ويقول علنا على الشاشات ،أنه من حق الشعب الصحراوي تقرير مصيره باستفتاء… ومع ذلك المغرب يعتبر هذا كله من باب ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ،ولا يتنكر لحق الشعب الفلسطيني في إنشاء دولته تكون عاصمتها القدس ..ولم يتوقف قط عن تقديم مساعدته لهم …..كما أننا لا يجب أن ننسى أن بإسرائيل يهود مغاربة …يحبون بلدهم المغرب…ويدافعون عنه ….وكل من يحمل جنسية مغربية ، ولا يعمل ما يضر به بلده ، فهو مواطن كامل المواطنة و الحقوق ، وله في المغرب متل ما للمهداوي وغيره فيه لا أقل ولا أكثر ،….كما أن مصلحة بلدنا المغرب فوق رؤوسنا جميعا . ….وتقتضي أن يتسلح ليضمن أمنه …وإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي قررت أن تساعد المغرب في إنشاء صناعات حربية ونقل تكنولوجيا الحرب له، ومشاركته إياها …وهذا في حد ذاته شيء كبير وغير متاح….لأنه من شأنه أن يجعل المغرب بلدا منتجا ومصدرا للأسلحة ، وسيصبح مهاب الجانب ، فالمغرب الذي يستورد أسلحته بحصة 69في المائة من الولايات المتحدة الأمريكية حسب إحصائيات 2023، متبوعة بفرنسا التي تبيعه 14 في المائة من احتياجاته من الأسلحة وحسب المعهد الدولي لبحوث السلم باستوكهولم فإسرائيل هي المورد الثالث للأسلحة للمغرب سنة 2023 إذ أنها زودته بنسبة 11 فالمائة من احتياجاته من الصواريخ والعتاد الحربي. .كما أنشأت بشراكة معه معامل لصناعات الأسلحة ، وبفضل إسرائيل استطاع المغرب أن يطور ترسانته من الدرونات التي أصبح يصنعها بتكنولوجية إسرائيلية …وبفضل ذلك أصبح المغرب تاني دولة إفريقية تتوفر على أكبر عدد من الدرونات بعد مصر ، وكل هذا بفضل تعاونه مع إسرائيل علما أن المغرب أكثر دولة عربية تخرج فيها مظاهرات شعبية عدائية ضد إسرائيل تحرق فيها أعلامها …وتندد بسياستها …وتدعو فيها الحكومة المغربية إلى قطع العلاقات مع إسرائيل علنا …هذا الذي ذكرت ماهو إلا غيض من فيض ..لكن كان علي ذكره …وأقول للمهداوي وغيره …لماذا تطالبون دائما …المغاربة ….بإيقاف التوتر مع الجزائر …وكأن المغاربة من يعتدون عليها …ويحتضنون أعداءها ويسلحوهم …. وكأن ملك المغرب الذي هو أكبر ضمانة لم يمد يده لهم، …أظن أن المهداوي وغيره …لا يعرفون أن عدو المغرب الحقيقي …هي الجزائر ..
وأنها لكي ترضى عنا لا بد لنا من تحقيق الشروط التالية لها :
1)أن نخرج من صحرائنا المغربية و نسلمها لها لتتمتع بخيرات بحرها ، وتستغل موانئها،ولكي تحاصرنا جنوبا كما حاصرتنا شرقا
2)أن ننقلب على نظامنا الملكي ، ونأتي بعسكر يدينون بالولاء لكبرانات الجزائر ،ولا يردون لهم أمرا
3)أن نترك الجزائر تقرر مصيرنا ، ومصير سياسة بلدنا الخارجية .وتتكلم باسمنا نصاحب من تصاحب ونعادي من تعادي ….هنا ..وهنا فقط سيصبح معنا كبرانات الجزائر خاوا خاوا ..
هل لديك استعداد يا حميد المهداوي لتقديم هذه التضحيات لتنال أخوة الجزائر …فكر جيدا ….وعندما تصل إلى نتيجة أخبرنا بها في خرجة لا حقة والسلام.