نبيل هرباز
بالقدر الذي ألفنا أن نسمع كل صيف الحديث يتداول عن تنظيم مهرجان موازين بالعاصمة الرباط ، الذي يعيش فيه المغاربة على إقاعات العالم منذ بدايته سنة 2001 ،إلى أن توقف تنظيمه سنة 2020 بسبب جائحة كوفيد، … ليعلن من جديد عن عودته للتنظيم هذه السنة 2024 ، بقدر ما ألفنا سماع ذلك، بقدر ما ألفنا سماع تنظيم الجزائر هي الأخرى لمهرجان جهنم الجزائري الذي إعتاد العالم أن يعيش على إيقاعه كل صيف ليتأثر بأعداد الأرواح الكبيرة التي تحرق و تزهق بالإضافة إلى المساحات الخضراء التي تصبح سوداء بعد تنظيم هذا المهرجان السنوي ببلاد الجزائر بشكل اعتيادي ، والذي يحشر فيه كل سنة عشرات من رجال الحماية الجزائرية، والعشرات من مواطني هذه الدولة العجيبة الغريبة التي تجاورنا ليتفحموا اللهم لا شماتة ، .. الحرائق التي تعود أن يتهرب من تحمل مسؤوليتها كل مسؤولي الجزائر القائمين على شأنها، لينسبوها دائما لمؤامرات خيالية تحاك في الظلام بين المعارضة الجزائرية بالخارج وبين المملكة المغربية.. حتى أصبحوا أضحوكة العالم في ذلك ، …وكل سنة تضم الجزائر أعداد جدد من شهداء جهنم الجزائر للائحة مجمل شهدائها التي لا تكف عن التمدد و التضخم في الأرقام و الأعداد حتى أصبحنا نظن أن شهداء الجزائر يتوالدون ويتكاثرون حتى وهم في متواهم الأخير ،… قلت كل سنة مباشرة بعد كارثة الحريق ، نسمع بالتدابير القيمة التي تتخد من طرف حكام الجزائر لكي لا تتكرر مأساة جهنم السنة التي سبقتها ، ونسمع بطلبيات شراء طائرات الكناديرالمختصة والفعالة في إخماد أعتى الحرائق في العالم ..تم تهدأ الأمور تدريجيا …….وينسى الشعب شهداءه و المأساة التي مر بها …. إلى أن يشتم الجزائري من جديد رائحة شياط لحم أخيه ، ونشتم نحن المغاربة ..رائحة الشواء وتصاعد دخان نار جهنم الجزائر بجوارنا ، ليذكرنا بحلول الذكرى السنوية الإعتيادية لروائح بولفاف الجزائري ….وليرسخ في أذهاننا نحن المغاربة أننا لسنا وحدنا من ننظم مهرجانا صيفيا سنويا كبيرا يشغل العالم إسمه موازين ، بل حتى الجزائر تفعل ذلك ، و لا تتأخر في لفت أنظار العالم بتنظيم مهرجانها الجهنمي السنوي كل صيف أقوى من موازين ، لأنه إن كان وباء كوفيد استطاع هزم موازين ، وإيقاف نشاطه منذ سنة 2020 إلى غاية 2024 ، فإنه لم يستطع هزم مهرجان جهنم الجزائر أو إيقاف نشاطه السنوي المعتاد ولو لمرة واحدة ، وهنا تبرز لنا قوة جهنم الجزائر الصامدة الخالدة ،… المهرجانان الإثنان يثيران الجدل، و حديث الجرائد والصحف في العالم ، وإذا كان مهرجان موازين عندما ينشط ينشط الناس، فمهرجان جهنم عندما ينشط يشنشط الناس ويبخر لحمهم ، وإذا كان مهرجان موازين يجعل المغاربة يعيشون على إيقاعات العالم ، فمهرجان جهنم الجزائر يجعل العالم بأسره يعيش على إيقاعات أخبار شياط الجزائريين …. وهناك الكثير من أوجه التشابه، والمقارنة بين المهراجانين، مهرجان موازين إقاعات العالم ، ومهرجان جهنم إقاعات الجزائر، لا يسع المجال لذكرها كلها ….
والذي ذكرني اليوم بمهرجان الشواء الجزائري حتى قبل البدء الرسمي لتسخينات إيقاعاته .. هو مقال نشرته جريدة النهار الجزائرية هذا اليوم خصصته للحديث عن الإستعدادات والتدابير الوقائية العملاقة التي اتخذتها الجزائر للسيطرة على مهرجان جهنم القادم هذا الصيف …حيث تحدثت عن شراء الجزائر لخمس طائرات من نوع 802 AT، في الصورة ، وكراء 7 طائرات آخريات من نفس النوع وتم توزيع هذه الطائرات على مطارات الجزائر القارة شرقا وغربا تحسبا لإنطلاق مهرجان جهنم ، …. الصراحة ضحكت بعد قراءة الخبر …وقلت في نفسي، إيه يا مسؤولي القوة الضاربة …أوصل بكم الفقر والعجز إلى هذا الحد؟ …لحد أنكم لا تستطيعون شراء طائرات مختصة في الحرائق من نوع كنادير ، لحفظ أرواح وممتلكات أبناء وطنكم … لتشتروا بدلا منها خمس طائرات زراعية كما تسمى عند صانعيها … وتكترون سبعة أخريات من نفس النوع الزراعي صنعت أصلا لرش المبيدات على الحقول، وتستعملونها أنتم دون خجل لرش الرماد على عيون الجزائريين ولإيهامهم عند ما يشاهدون لحم ابنائهم يتحمر ويتجمر و يتبخر، توهمونهم انكم فعلتم ما بوسعكم ، ولكن الله قدر وفعل ما شاء ….وتقفون معزين في القتلى …وانتم الجناة القتلة الحقيقيون، دون أن يرف لكم جفن، أو تعتلي خدودكم المتعفنة حمرة خجل، ألستم أنتم من تدعون أن بلدكم أغنى من بلد جاركم الفقير المغرب ….ألستم أنتم من تدعون البطولات الدونكيشوتية …التي تهزمونه فيها في كل الميادين …. أليست بلادكم قارة و أكبرمساحة من المغرب …كيف ترضون أن يصنف المغرب الرابع على العالم في امتلاك طائرات الكنادير بامتلاكه ل 11 طائرة خلف كل من كندا الدولة المصنعة التي تملك 26 طائرة ، وإيطاليا التي تملك 19 طائرة ، وفرنسا التي تملك 12 طائرة من هذا النوع الذي تساوي قيمة الطائرة الواحدة منه 32 مليون دولار ، وتحمل6137 لتر من الماء وتمتلئ خزاناتها عن آخرها في ثمان ثواني فقط بعدما تحط على سطح الماء ، ..هذه الطائرة تتركها الجزائر القوة الضاربة والبلد الغني لتشتري بدلها طائرة إت 802 AT ،التي تسمى عن مصنعيها الأمريكيين بالطائرة الزراعية، والتي لا تتعدى حمولتها 960 لتر من الماء ، والتي لا يتعدى ثمن الطائرة الواحدة منها 2 مليون دولار ، أي شراء 16 طائرة من هذا النوع هو قيمة شراء طائرة واحدة من طائرات الكنادير ..والتي تتطلب وقتا لتشحن بالماء ، أقول قولي هذا واستغفر الله وأتمنى أن لايؤاخذ الله فقراء الشعب الجزائري بما فعله السفهاء من حكامه وأن تمر عليه هذه السنة جهنم الجزائر بردا وسلاما حتى لا تزهق أرواحهم وتنقل أسماءهم من سجلات المواطنين الغيرالمحترمين من طرف حكامهم ..لتدون في سجلات شهداء الجزائر الذين يأخذون من اهتمام وعناية مسؤولي الجزائر حظا أوفر من أحيائهم.