نبيل هرباز
اوروبا عموما وفرنسا خصوصا كانت تعلم تاريخيا، ومنذ القدم أن المغرب بالنسبة لها حضارة لا يؤمن جانبها ، وأن تونس كذلك حضارة وتاريخ يمكن أن يخشى من نهوضها، عكس الجزائر التي كانت تعلم أنها مجرد حظيرة توجد بين الحضارتين، وستبقى حظيرة لأنها لا ولن تمتلك شروط التطور ، فشكلت منها دولة وزرعتها بين الحضارتين التارخيتين وسهرت على حمايتها ، والإشراف على تسييرها لتقوم بواسطتها بضبط الحضارتين ، حتى لا تسترجعا عظمتهما التاريخية….وتطمحا في الذهاب بعيدا لتخرجا عن السيطرة ، وتهددان مصالح اوروبا، فصنعت فرنسا الجزائر دولة وظيفية، ومكنتها من أراضي مغربية وأخرى تونسية، وأهدتها استغلال ثروات البيترول والغاز لتعيش على إيراداته، لأنها تعلم أنها كيان مشلول لا بد له من دخل ريعي جاهز ليعيش عليه ليؤدي دوره … ، صنعوا الجزائر دللوها ،حموها ، وتركوها تعربد في السياسة الخارجية دون رادع ….لتكسر جميع طموحات المغرب … وتعرقل مسيرته … واستغلت إسبانيا هي الأخرى ، طموحات الجزائر الوهمية للفوز بصحراء المغرب …وبدأت تطبل لها …وتحتضن الإنفصاليين الذين يعيشون فوق ترابها ….لإبتزاز المغرب في ملفات الصيد البحري ، واسترجاع سبتة وامليلية، والجزر …وترسيم الحدود ….وووو .، …نفس الشيء بالنسبة لفرنسا تلعب على قضية الصحراء تساعد المغرب ظاهريا بالأمم المتحدة …وتدفع الجزائر وتشجعها للإضرار به سرا …لكي يستنجد المغرب دائما بفرنسا للدفاع عنه ، كوسيط بينه وبين كبراناتها بالجزائر…وكذلك للدفاع عنه بمجلس الأمن حيث تملك حق الفيتو ،ومقابل ذلك يدفع المغرب لفرنسا ثمنا غاليا ،بتمكينها منفردة من احتكار أهم صفقات بناء بنيته التحتية و بأغلى الأثمان …لكن مع اعتراف القوة العالمية الأولى، أمريكا، بمغربية الصحراء، …انكشف القناع عن أوربا عموما فهبت ألمانيا لدعوة الأمم المتحدة للقيام بدورها في قضية الصحراء مصرحة أن الملف بيد الأمم المتحدة ..وليس بيد أمريكا …لكي لا تجعل الجزائر تيأس وتقبل التخلي عن ملف الصحراء .. وخرجت إسبانيا تطلب من أمريكا أن تراجع اعترافها …أما فرنسا التي كانت دائما تنافق المغرب وتقول له أنها أقرب الدول إليه ، وأنها الحامية لقضيته بمجلس الأمن ..فقد انفضحت لصدمتها وسكوتها عن التعليق على الإعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء …سكتت حتى وهي تسمع المغرب يطلب منها أن تخرج من المنطقة الرمادية ليكون لها موقف واضح اتجاه قضيته ،وأن تعترف بمغربية صحراءه التي ضلت تفهمنا أنها الحامية لقضيتنا بفيتو الامم المتحدة ، …والذي يضحكني اليوم هو أن إسبانيا بعدما علمت أن المغرب ضمن البقاء في صحرائه ، باعتراف أمريكا بمغربيتها ، وأنه لم يعد يخشى استفزاز جمعياتها التي تنشط ليل نهار للدفاع عن شعب وهمي لدولة وهمية ، مقابل أموال الجزائر التي تغني الجمعيات ،… لتستفيد إسبانيا من محاولة المغرب التقرب منها وإرضاءها لتكبح له جمعياتها، هذا بخلاصة ما كاز سابقا ….أما اليوم فذلك الزمن قد ولى ، وأصبحت إسبانيا تتعامل مع المغرب بواقعية واحترام، واعترفت بصدق حقه في صحراءه ، وبحل المقترح الذي قالت بأنه الأكثر واقعية ومصداقية …،لكن هذا السلوك الواقعي من إسبانيا اتجاه المغرب ، جلب عليها الكثير من المتاعب ، و أصبحت تعاني من الجزائر، نتيجة لتغيير موقفها من الصحراء ، نفس الشيء بالنسبة لفرنسا …أصبحت تعاني هي الأخرى من الحضيرة التي زرعتها وبسطت لها يدها على ترواث الأراضي التي سرقتها من جيرانها، ….أجل كما قلت بما أنه لا يصح إلا الصحيح فإننا اليوم أصبحنا نرى أوربا عموما وإسبانيا وفرنسا خصوصا تعاني من الحضيرة التي زرعتها بجوارنا لتؤدينا ،..