نبيل هرباز
إذا كان العزاء حسب ماهو متعارف عليه هو تعبير عن الإحساس بالتعاطف وتشاطر ألم الآخر للتخفيف من حزنه و دفعه للصبر على قضاء الله وقدره ، كلما مر هذا الآخر بمحنة فقدان عزيز غالي، او مني بخسارة كبيرة لا تعوض ،
….وإذا كان الله سبحانه وتعالى أمرنا كمسلمين بطاعة الوالدين والإحسان إليهما وأوصانا أكثر بالاهتمام بالأم عن طريق نبيه الهادي الكريم ، .. فهذا وحده يكفي لنعرف قيمة الأم في حياة الأبناء… ، وإذا كان الكل يعلم هذه الأيام أن المغاربة عامة ، وملك المغرب خاصة، رزؤوا في فقدان أمهم المشمولة بمغفرة الله، المرحومة لالة لطيفة والدة الملك محمد السادس الذي يبقى مصابه فيها أجل وأكبر مقارنة معنا جميعا، لأنها أمه … ، ..وإذا كان من أصول ومباديء الإنسانية. ومن تقاليد وعادات البشر التي تميزه عن الحيوانات أنه عندما يقع بلاء اومحنة إنسانية لإخوتهم البشر في كل بقاع الدنيا، يهرع كل بشر إنسان أصله طيب لتقديم عبارات التعازي والمواساة لأخوه الإنسان كأقل واجب ، …وإذا كان كل زعماء دول العالم الإسلامي دون استثناء بعثوا ببرقيات ورسائل التعازي الخالصة إلى جلالة ملك المغرب ، وعبره للمغاربة في المصاب الجلل، ..وإذا كان حتى تبون الجزائر لم يتخلف عن الموعد، وقدم عزاءه لملك المغرب لأن الحدث دا بعد إنساني، وأخلاقي وديني ، ويتجاوز كل الحسابات الدنيوية السياسية أو غيرها من الخلافات الشخصية ، … فكان أمرا طبيعيا ، بل فرض واجب تمليه دماثة أخلاق و تربية ديننا الحنيف كمسلمين ، أن نرى رئيس الجزائر يقدم تعابير العزاء والمواساة، باسمه وباسم الشعب الجزائري لملك المغرب على المصاب الجلل، حتى وإن كنا نعلم أن تقديم هذا العزاء بروتوكوليا ولا ينفي عن تبون صبغة أنه من أشد أعداء المغرب لأن هذا يبقى شأنه .. ، لكن يبقى الشيء الغير طبيعي والشيء الذي يدعو للإستغراب فعلا، هو موقف تونس من العزاء ، و لماذا لم يقدم قيس سعيد رئيس تونس العزاء للمغاربة و لملك المغرب بهذه المناسبة ؟ لماذا فضل أن يبقي في حالة شرود ،و يلطخ باسمه وباسم شعب تونس صفحات سجل المغرب وتونس التي ضلت تاريخيا ناصعة البياض ، تونس التي ضلت تبتعد عن التدخل وإقحام نفسها في مشاكل بعيدة كل البعد عنها، خصوصا مشكل الصحراء المغربية بين جيرانها، التي لما وجدت نفسها لا تستطيع التدخل للصلح ، نأت بنفسها ، والتزمت بالحياد الإيجابي ،لتضل محط تقدير واحترام من طرف جيرانها المغرب والجزائر على حد سواء، لكن بعد أن ترأس تونس قيس سعيد واستقبل استقبال الرؤساء : ابراهيم الرخيص انفصالي الصحراء المغربية على الرغم من كون تونس لا تعترف بدولته، وأقحم تونس في صراع مجاني مع المغرب بعد إنحيازه للجزائر ، وجعل تونس تتخذ مواقف وتصوت ضد مصالح المغرب بالأمم المتحدة، تم..يرفض أن يقدم حتى العزاء باسم الشعب التونسي للشعب المغربي ولملك المغرب في وفاة ام المغاربة ، لأنه كشخص لا تهم المغاربة تعزيته ، ولكن تعزية الشعب التونسي للمغاربة فهي شيء مطلوب لترسيخ وتعزيز مشاعر الأخوة والتضامن بين الشعبين، ….الشعب التونسي يتذكر جيدا موقف ملك المغرب الشخصي من تونس في عز موجات الإرهاب الذي استهدفها ، إذ غامر الملك ، وهو ملك ، غامر بحياته وزار تونس ليقضي بها عطلته …وتجول في كل أماكنها السياحية …ليجعل العالم والسياح يقتنعون بأن تونس بلد آمنا لا يجوز عزله،ومقاطعة سياحته التي تشكل جزءا من دخلها القومي ، لكي لا تتضرر تونس ….، فلماذا إذا يصر قيس سعيد أن يلطخ سمعة تونس في العالم ، ويثبت أنه رئيس من كوكب آخر ، وهو فعلا كذلك ،… لن أخوض في ذكر مساويء وعيوب رئيس تونس لإن أمر اختياره شأن تونسي بامتياز لا علاقة لنا نحن المغاربة به ، ولا يجوز لنا ذلك، لكن هذا لا يعني أننا لن نتمنى لتونس الأفضل دائما ، …حتى وإن لم تقدم لنا العزاء في وفاة أم المغاربة لن نعاملها بالمثل، وسنصر على تقديم العزاء لتونس الشقيقة في وفاة منصب رئيس الدولة عندها الذي أصبحنا نراه شاغرا… إلى حين عودة تونس لإختيار من هو أجدر بقيادتها ليشرفها ويراعي مصالحها بشكل أفضل.