عز الدين السريفي، المسؤول عن النشر و الاعداد
قال الإعلامي والمحلل الإستراتيجي إسماعيل في تصريح لجسر بريس الرقمية أنه، بمجرد علمها بخبر مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية، قسمت آلة الدعاية الإخونجية الموالية لقطر وتركيا شاشات البث على ست وثماني أقسام، وأطلقت العنان لمنشطيها ومراسليها للدفع بالقطعان المنساقة وراء البروباغاندا الإخونجية المدمرة لممارسة الرعي الجائر.
وأوضح المتحدث أنه، عوضا من أن تناقش هذه القنوات قضية مقتل هنية، من زاوية نظر منطقية، تسلط الضوء على الخلفيات الحقيقية لهذا الحادث، وبدلا من ان تطرح أسئلة جوهرية حول توقيت ومكان القصف، لتقود المتتبعين الى رسم صورة واضحة لأسباب وابعاد العملية، اغمضت هذه المنصات الاخبارية الموالية لقطر وتركيا أعينها عن كل ذلك، وعادت لتجتر أسطوانتها المشروخة حول رد إيراني مزعوم، سيكون مزلزلا ومدمرا، وسيتم اختيار توقيته بعناية، وما إلى ذلك من عبارات التنويم المغناطيسي التي تستعملها عادة هذه القنوات في رعي القطعان المغيبة.
وأضاف واحي أن الذي لم ولن تبوح به ابواق الرعي الجائر بخصوص هذه القضية، هو أنه من مستحيل أن يتم تنفيذ العملية داخل إيران من دون ان تكون طهران على علم بالأمر، وإلا فأين ذهبت السيادة الإيرانية المزعومة، وانظمة دفاعها الجوي الخارقة التي تتبجح بقدراتها الفائقة في الرصد، وهو ما يضعنا أمام خيارين اثنين، إما أن تكنولوجيا الدفاع الجوي الإيرانية ضعيفة جدا، وان طهران تكذب بخصوص قدراتها العسكرية وهذا الامر سيضر بشدة بسمعة الجيش الإيراني وسيضهره ضعيفا جدا غير قادر على الدفاع عن بلاده، وإما ان طهران سمحت باختراق الصاروخ الإسرائيلي لمجالها الجوي، وتآمرت مع تل أبيب للتخلص من إسماعيل هنية.
وأكد إسماعيل واحي على أنه، بين هذا وذاك يبقى الخيار الثاني هو الأقرب الى الواقع، والذي حصل غالبا هو أن إيران قايضت رأس هنية مع رأس نصر الله زعيم حزب الله الذراع الإيرانية في لبنان، والدليل على ذلك هو أن استهداف هنية داخل طهران جاء بالتزامن مع القصف الإسر/ائيلي المكتف على معاقل حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، والذي قال عنه قادة الجيش الإسرائيلي انه موجه للقضاء على عناصر قيادية في حزب الله، وبالتالي فقد عقدت طهران صفقة مع تل أبيب، يتم بموجبها تقديم هنية قربانا لإسرائيل لإتقاذ رأس حسن نصر الله.
وشدد المحلل الاستراتيجي ذاته أن المشكلة الكبرى تتمثل في الإعجاب المفرط و الإنبهار الحاصل لتيارات الإسلام السياسي بخصوص نجاح الثورة الإيرانية واعتبارها نموذجا يقتدى به، بل وغرقها في المال والسلاح الإيراني، كل ذلك جعلها تنسى أن أيديولوجية نظام المرشد الأعلى تعتبر هذه التيارات السنية مجرد ورق “كلينكس” تستعملها وترميها بحسب مصالحها، بل أن طهران تعتبر القوى السنية عدوها الأول الذي يجب التخلص منه، ولعل ما اقترفته ميليشياتها الشيعية في العراق وسوريا ولبنان، في حق الشعوب السنية هناك هو اكبر دليل على ذلك.
وابرز إسماعيل واحي أن المعضلة الثانية والأكثر تعقيدا هي أن حركات الإسلام السياسي نفسها مثل حماس وباقي نظيرتها، اصبحت رهينة لتوجهات ومصالح الحرس الثوري الإيراني، وفقدت حرية التحرك وفقا لمصالح الشعب الفلسطيني الذي تزعم الدفاع عنه، فتحولت من عقل مدبر، إلى مجرد أدواة في يد طهران، تنفذ أجنداتها مرغمة، لأن طهران هي صاحبة المال والسلاح، وهي بذلك صاحبة اليد العليا، وهو العامل الذي جرد المقاومة الفلسطينية من مصداقيتها وشرعيتها، وافقدها الكثير من شعبيتها دوليا، وجعلها أقرب الى التنظيمات الإرهابية منه الى حركات للمقاومة.
وخلص إسماعيل واحي الى أن ايران بتسليمها رأس هنية الى إسرائيل، تجدد مرة أخرى التأكيد على أنها، تعتبر حركات الإسلام السني السياسي مجرد أدوات رخيصة، لا ترقى الى مكانة ميليشياتها الشيعية في اليمن ولبنان وسوريا، ولعل تورطها في مقتل رئيس المكتب السياسي لحماس، يزيل الغشاوة عن فئة واسعة من القطعان المغيبة التي سحرتها طلاسيم الآلة الدعائية الإخونجية الموالية لتركيا وقطر، وحتى تسفيق من سبات عميق طال امده، وشابه العديد من التخوين والتشهير في حق القوى الوطنية، التي تغلب منطق العقل على العاطفة، ليبقى الأبرز هو، هل يتعض ويحمان ومن معه من الذين قالوا انهم يثقون في طهران وحزب الله ولا يثقون في الخارجية المغربية.. ؟