عز الدين السريفي، المسؤول عن النشر و الاعداد
تتواصل معاناة ساكنة مدينة تيفلت مع مطرح عشوائي للنفايات يقع بغابة “القريعات”، حيث تتفاقم الأضرار البيئية والصحية جراء هذا الوضع المستمر منذ سنوات، في ظل “التقاعس” عن تنفيذ اتفاقية أبرمت بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة وجماعة تيفلت، تهدف إلى تهيئة وإغلاق المطرح الحالي وترحيل نفاياته.
وأكد المستشار الجماعي عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي بجماعة تيفلت، عز العرب حلمي، في تصريح لـ “العمق” أن ساكنة تيفلت تعيش منذ سنوات في ظل أزمة بيئية خانقة بسبب المطرح العشوائي للنفايات بغابة “القريعات”، حيث يتسبب حرق أطنان من النفايات يومياً في تلوث الهواء والماء وتضرر الغطاء النباتي، مما يهدد صحة المواطنين ويؤثر سلباً على جودة الحياة.
وفي مراسلة ثانية وجهها المستشار الجماعي للوزارة المعنية، أعرب عن قلقه إزاء تأخر تنفيذ مشروع تأهيل مطرح القريعات، مؤكداً أن الوضع البيئي والصحي بالمدينة يزداد سوءًا يوماً بعد يوم. وأوضح أن روائح الحرق العشوائي للنفايات تؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين، حيث ارتفعت حالات التوجه إلى المستشفى بسبب الاختناق وتفاقم حالات مرضى الجهاز التنفسي. وأضاف أن هذا الوضع يمثل انتهاكاً للقانون 28.00 المتعلق بتدبير النفايات والتخلص منها.
وفي خطوة لتسليط الضوء على هذا الملف البيئي، وجهت النائبة البرلمانية فاطمة التامني، عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، سؤالاً كتابياً لوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة حول الوضع البيئي بمدينة تيفلت. وأكدت الوزيرة ليلى بنعلي في جوابها أن الوزارة ساهمت بمبلغ 15 مليون درهم في إطار البرنامج الوطني لتدبير النفايات المنزلية لإقليم الخميسات، بهدف إحداث مركز إقليمي لطمر وتثمين النفايات. كما أشارت إلى تخصيص مبلغ 9 ملايين درهم لتهيئة وإغلاق مطرح القريعات، مؤكدة على ضرورة تسريع وتيرة انطلاق الأشغال.
ورغم كل هذه الجهود المعلنة، أشار حلمي إلى أن الوضع في غابة القريعات لم يتغير، حيث يطالب سكان تيفلت بتحرك عاجل من الجهات المعنية لوضع حد لهذه الكارثة البيئية التي تهدد صحتهم وحياتهم اليومية.
و قبل ذلك عاد الكلام بقوة بمدينة تيفلت حول مشكل غابة القريعات ومطرح النفايات المتواجد بها الذي أصبح يشكل خطرا قاتلا على صحة ساكتة تيفلت والضواحي، بسبب الدخان الملوث المنبعث نهارا وليلا من جراء حرق الأزبال والنفايات التي تستقبلها الغابة التي أصبحت تحمل فقط الإسم، بعدما تم تخريبها أمام أعين مسؤولي المياه والغابات الذين يوجدون في سبات عميق ولا يقومون بالدور المنوط بهم، لحماية الثروة الغابوية وهذا موضوع لن ندخل في تفاصيله في هذا المقال الصحفي الحالي.
وفي خطوة مسؤولة تحمل العديد من المعاني التي تصبو للدفاع عن مصالح ساكنة تيفلت بالمعنى الإيجابي بعيدا عن لغة (السياسة السياسوية) التي تتقنها بعض الوجوه (الانتخابوية) بالمدينة لسنوات طويلة …، وبغرض مناقشة قضايا ومشاكل المواطنين في جميع المجالات الإجتماعية والصحية والسياسية النبيلة، لازال العضو الشاب، في فريق المعارضة بالمجلس البلدي لمدينة تيفلت عن حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي، عز العرب حلمي، يخلق الحدث ويناقش بكل مسؤولية وتجرد وجرأة، مجموعة من الملفات الشائكة وقضايا الساعة” المسكوت عنها “لدى أغلبية (عرشان)، بمراسلة الجهات الحكومية المعنية للتدخل وإيجاد حلول واقعية ملموسة لتلك القضايا والملفات…
وفي ذات السياق، وفي تصريحات للعديد من مواطني ومواطنات مدينة تيفلت أثار استمرار حرق الأزبال بمطرح النفايات بغابة القريعات المحاذية لتيفلت، استياء الساكنة، بسبب مشكل الدخان الكثيف والروائح الكريهة المنبعثة عن عملية إتلاف النفايات بإحراقها. وأعربت التصريحات، عن مخاوفها من الأضرار الصحية للدخان الكثيف، زموردة أنها أصبحت تسجل حالات اختناقات لدى المصابين بالأمراض التنفسية والحساسية، وسط صمت المسؤولين عن الوضع. وأكد المتضررون، أن هذا المشكل يقلقهم ويهدد صحة أبنائهم، موجهين نداءهم للجهات المسؤولة من أجل إيجاد حل ناجع لهذا التلوث البيئي الخطير، الذي تفاقم وزاد عن حده، حيث يغطى ضباب دخاني كثيف سماء المدينة. في حين ذكر نشطاء بمواقع التواصل الاجتماعي، أن المسؤولين الإقليميين والمحليين لم يستجيبوا لنداءات الساكنة ولا الوقفات والاحتجاجات التي تم تنظيمها سابقا لمرات متكررة تنديدا بـ”الكارثة” البيئية وبوضع المدينة التي أصبحت تعيش تحت غيمة من الدخان مصحوبة بروائح كريهة تقض مضجع الساكنة…