التقى وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، امس الاثنين بالرباط، رايلا أمولو أودينغا، الوزير الأول الأسبق لكينيا، والمرشح لرئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي، حيث استمع المغرب لرؤية أودينغا التي يسعى من خلالها لقيادة المفوضية الإفريقية بما يخدم المصلحة الإفريقية العامة.
وقال بوريطة خلال الندوة الصحفية التي أعقبت المباحثات مع أودينغا، بأن الأخير، هو “شخصية إفريقية وازنة اشتغلت على العديد من الملفات” التي تهدف إلى تطوير التنمية الاقتصادية والاجتماعية في إفريقيا، مشيرا إلى أن أودينغا كان صديقا للمغرب وعمل في السابق على تطوير وتمتين العلاقات بين المغرب وكينيا.
ومن جانبه استعرض أودينغا خلال كلمته الصحفية الرؤية التي يسعى لتنفيذها في حالة فوزه برئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، خاصة في مجال البنية التحتية، ضاربا المثال بالممكلة المغربية والمجهودات التي حققها المغرب في هذا المجال، مثل خط السكك الحديدية الفائق السرعة والعديد من المشاريع الأخرى.
وأعرب أودينغا عن أمله في أن يحظى بالدعم المغربي لترشحه لمنصب رئيس المفوضية الإفريقية، من أجل تنفيذ العديد من المشاريع والاهداف التي تخدم مصلحة القارة الإفريقية، خاصة أن بعضا من تلك الأهداف تتماشى مع رؤية الملك محمد السادس لصالح القارة الإفريقية.
ويشير هذا اللقاء بين بوريطة والمسؤول الكيني، إلى أن المغرب قد يكون من الداعيم الرئيسيين لترشيح أودينغا للمنصب الإفريقي الهام، وهو ما يؤشر على وجود تقارب في العلاقات الثنائية بين المغرب وكينيا، وهو التقارب الذي زاد في الشهور الأخيرة، خاصة بعد افتتاح كينيا لسفارتها في العاصمة الرباط في غشت الماضي.
وكانت كينيا قد خطت بشكل رسمي أولى خطوات التقارب الدبلوماسي الكامل مع المملكة المغربية، بتعيين جيسيكا موتوني جاكينيا، سفيرة لها لدى الرباط، حيث استقبلها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، في 30 غشت الماضي وتسلم نسخا من أوراق اعتمادها كسفيرة فوق العادة ومفوضة جمهورية كينيا لدى الملك محمد السادس.
وجاءت تلك الخطوة من كينيا بعد 3 أشهر فقط من الزيارة التي قام بها ناصر بوريطة إلى العاصمة الكينية نيروبي، لتمثيل الملك محمد السادس في القمة الإفريقية حول الأسمدة وصحة التربة، التي جرت فعالياتها في بين 7 و 9 ماي الماضي، بالرغم من مشاركة وزير الفلاحة محمد صديقي في الاجتماع الوزاري التحضيري في اليوم الأول من القمة.
وكان مهتمون بالشؤون الإفريقية، قد اعتبروا أن مشاركة بوريطة في هذه القمة التي هدفت إلى إبراز الدور الحاسم للأسمدة وصحة التربة في تحفيز تنمية فلاحية إفريقية مستدامة، لفائدة الساكنة الهشة، تحمل بين طياتها أبعادا سياسية تدخل في إطار مساعي الرباط ونيروبي المتواصلة لتحقيق التقارب الكامل بين البلدين، بعد فترة من التعثر، منذ تولي ويليام روتو لرئاسة البلاد.
ولم تستبعد أنذاك العديد من المصادر المهتمة بالعلاقات المغربية الخارجية، أن يكون بوريطة قد التقى بمسؤولين كينيين، وعلى رأسهم الرئيس، ويليام روتو، للتباحث عن مستقبل العلاقات بين البلدين، وخاصة أن كينيا ترغب في تحقيق اكتفاء ذاتي من الأسمدة، والمغرب يُعتبر من أبرز البلدان في هذا المجال.
وتُعتبر كينيا اليوم من الدول الإفريقية التي تتخذ موقف الحياد من قضية الصحراء المغربية، بعدما كانت في السابق تدعم جبهة البوليساريو، ويشير التقارب المتواصل أن نيروبي قد تتوجه لاحقا إلى إعلان دعمها لسيادة المغرب على الصحراء على غرار العديد من الدول الإفريقية.