في أول رد رسمي للرباط على دعوات تهجير سكان غزة، جدد وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، إلى جانب فؤاد حسين، وزير خارجية جمهورية العراق، موقف البلدين الثابت والداعم للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته المستقلة عاصمتها القدس الشريف، وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
ودعا الوزيران، تزامنا وزيارة فؤاد حسين للمغرب، إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بشكل كامل وتنفيذ كافة مراحله، بما يفضي إلى وضع حد نهائي للحرب وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وعودة النازحين والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والغغاثية، ومن ثمة الشروع في عملية إعادة الإعمار، كما أعربا عن أملهما في أن يمكن هذا الاتفاق تهيئة للظروف الملائمة لإقامة دولة فلسطين المستقلة استناداً إلى القرارات الأممية والدولية ذات الصلة.
واتفق الطرفان، بحسب البيان المشترك الذي صدر عقب مباحثات جمعت الوزيرين، والذي اطلعت عليه جريدة “مدار21” الإلكترونية، على رفض واستنكار الدعوات التي تهدف إلى تهجير سكان غزة والضفة الغربية، مؤكدين أن هذه الخطوة سابقة خطيرة منافية لقواعد القانون الدولي والإنساني، وتهدد أمن واستقرار المنطقة.
بدوره، ثمن فؤاد حسين الجهود المتواصلة التي يبذلها الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، من أجل دعم القضية الفلسطينية، والدفاع عن مدينة القدس الشريف، وصون هويتها الحضارية والحفاظ على مكانتها، رمزا للتسامح والتعايش بين مختلف الديانات السماوية، وكذلك دعم صمود المقدسيين من خلال المشاريع ذات الطابع الإنساني والاجتماعي التي تنجزها وكالة بيت مال القدس الشريف، الذراع التنفيذية للجنة القدس.
ويقوم فؤاد حسين، وزير خارجية جمهورية العراق بزيارة عمل رسمية للمغرب في الفترة من 05 إلى 08 فبراير 2025. إذ أجرى لقاءات لقاءات مع كل من راشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب، و نادية فتاح، وزيرة الاقتصاد والمالية، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية للبلدين الشقيقين.
وخلال المشاورات التي أجراها ناصر بوريطة مع فؤاد حسين، ثمن الوزيران عمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين والشعبين الشقيقين، وأكدا الحرص المشترك على إعطاء زخم أكبر لهذه العلاقات في شتى المجالات، والدفع بها إلى آفاق أرحب، في ظل الإمكانات المتاحة التي يتمتع بها البلدين وأهمية الاستفادة منها واستثمارها على النحو الأمثل.
وأكدا أهمية انعقاد اجتماعات الدورة 11 للجنة المغربية-العراقية المشتركة في أقرب فرصة ممكنة ببغداد، كما اتفق الوزيران على تقوية الإطار المؤسساتي للتعاون بين المملكة المغربية وجمهورية العراق من خلال جعل رئاسة اللجنة الوزارية المشتركة على مستوى وزيري خارجية البلدين.
وثمن وزير الخارجية العراقي الخطوة الإيجابية بإعادة افتتاح سفارة المملكة المغربية في بغداد، الأمر الذي يدعم تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين الشقيقين وتطويرها بما يخدم تطلعات الشعبين وأهدافهما المشتركة. إذ اتفق الوزيران على أهمية تنشيط التعاون بين رجال الأعمال والقطاع الخاص في كلا البلدين، من خلال الزيارات المتبادلة ووضع أُسس تفعيل هذا القطاع والاطلاع على فرص الاستثمار المتاحة في كلا البلدين.
وجدد العراق موقفه الثابت والداعم للوحدة الترابية للمملكة المغربية، مشيدا بالزخم الدولي الداعم لمخطط الحكم الذاتي لحل النزاع بشأن قضية الصحراء. كما أشاد وزيرا خارجية البلدين بتوقيع مذكرة تفاهم للإعفاء المتبادل من تأشيرات الدخول لحملة جوازات السفر الدبلوماسية، بوصفها خطوة مهمة نحو توطيد العلاقات الثنائية.
وبحث الوزيران القضايا الإقليمية والدولية المختلفة، إذ أكدا أهمية الحفاظ على أمن واستقرار المنطقة العربية ووحدة أراضي دولها واحترام سيادتها وثوابتها الوطنية، ورفضهما لأي تدخل في شؤونها الداخلية.
وأكد الوزيران تطابق وجهات النظر حول القضايا العربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وجددا تمسكهما بالعمل العربي المشترك باعتباره من دعائم الاستقرار والتنمية بالمنطقة العربية، كما عبرا عن تمسكهما بقيم التعاون والتضامن ونهج الحوار سبيلا لحل الخلافات بين الدول.
وأعرب ناصر بوريطة عن تمنياته للعراق بالتوفيق والنجاح في استضافته للقمة العربية في دورتها الرابعة والثلاثين المزمع عقدها في بغداد خلال عام 2025، مؤكداً استعداد المملكة المغربية المساهمة بفعالية وإيجابية في أشغالها حتى تشكل مخرجاتها إضافة نوعية في مسار تطوير وتفعيل العمل العربي المشترك.
من جهة أخرى، ثمن فؤاد حسين الدور الريادي للملك محمد السادس في تثبيت دعائم التنمية المستدامة في القارة الإفريقية، وإرساء أسس السلم والأمن والاستقرار فيها، بما يستجيب لتطلعات شعوبها في التقدم والنماء، كما بارك جهود المملكة المغربية الرامية إلى ترسيخ الشراكة الإفريقية مع مختلف الفضاءات القارية والدول الفاعلة على أسس وضوابط سليم.
وأشادت المملكة المغربية، على لسان بوريطة، بجهود العراق في تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعبين الفلسطيني واللبناني وجهوده في تحقيق الاستقرار في المنطقة ووقف إطلاق النار، ودوره الفاعل في إيقاف التوتر وتوسع دائرة الصراع، كما ثمنت جهود الحكومة العراقية في خلق حالة إيجابية بين دول المنطقة، ودورها في تقريب وجهات النظر.