عز الدين السريفي
في قلب غابة القريعات جنوب مدينة تيفلت، وعلى مرمى حجر من التجمعات السكنية، يستمر مطرح عشوائي للنفايات في ابتلاع مساحات شاسعة من الغطاء الغابوي، مخلّفًا وراءه روائح كريهة، وانتشارًا للحشرات، وتدهورًا بيئيًا يثير استياء الساكنة وقلق الفاعلين البيئيين.
ورغم توقيع اتفاقيات رسمية منذ سنة 2021 بين وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، عمالة إقليم الخميسات، وعدد من الجماعات المحلية، بهدف إغلاق المطرح وتأهيل المنطقة، إلا أن المشروع ما زال يراوح مكانه، وسط صمت مطبق من الجهات المسؤولة.
مشروع طموح على الورق فقط
الاتفاقية التي رُصد لها غلاف مالي يناهز 24 مليون درهم، تنص على إغلاق المطرح العشوائي وتحويل النفايات إلى مركز معالجة في جماعة الخميسات، مع إعادة تأهيل غابة القريعات وتحويلها إلى منتزه طبيعي مفتوح أمام الساكنة.
لكن، وبعد مرور أكثر من ثلاث سنوات، لم تُطلق جماعة تيفلت بعدُ طلب العروض الخاص بأشغال تأهيل المطرح، ما يطرح علامات استفهام حول الإرادة الفعلية لتنفيذ المشروع.
السكان بين المعاناة والأمل
في تصريحات لجريدة عبّر عدد من سكان المدينة و نواحيها عن تذمرهم من استمرار الوضع البيئي المتردي، قائلين إن “الروائح لا تُحتمل، والحشرات تغزو منازلنا، وكأننا نعيش في مكب للنفايات وليس مدينة”.
ويأمل المواطنون في أن يُفعّل المشروع المتعثر ليكون بداية لرد الاعتبار للغابة المهملة، وتحويلها إلى منتزه بيئي يضاهي مشاريع مماثلة في مدن مغربية أخرى.
متى تتحرك الجهات المعنية؟
غياب الشفافية، وغياب الضغط السياسي والمدني، قد يكونان عاملين أساسيين في بطء تنفيذ المشروع. وفي هذا الصدد، دعا عدد من الفاعلين الجمعويين إلى تفعيل آلية العرائض الشعبية المنصوص عليها في القانون التنظيمي للجماعات، للضغط على المجلس الجماعي من أجل إدراج الملف في أولويات جدول أعماله.
إن تحويل مطرح القريعات من نقطة سوداء إلى فضاء أخضر لن يكون فقط مكسبًا بيئيًا، بل خطوة حضارية تعكس وعي المدينة بمستقبلها ومحيطها.
فهل يتحقق الحلم؟ أم سيبقى المطرح شاهدًا على إهمال الإدارات وصمت المسؤولين؟