أعلنت جبهة البوليساريو، الأحد 5 مارس/آذار، أنها ستبقى متمركزة في منطقة متنازع عليها جنوبي غرب الصحراء المغربية، التي كان الجيش المغربي أعلن انسحابه منها مؤخراً.
وقال العضو في قيادة البوليساريو محمد خداد: “سنبقى في موقعنا طالما استمرت الانتهاكات الواضحة لوقف إطلاق النار وللمنطقة العازلة التي كانت مصدراً للتوتر” في الكركرات.
وكان المغرب أعلن في نهاية شباط/فبراير الماضي انسحاباً “أحادي الجانب” من منطقة الكركرات المتنازع عليها قرب الحدود مع موريتانيا، في جنوب غرب الصحراء الغربية.
وتصرّ الرباط على أن الصحراء المغربية، المستعمرة الإسبانية سابقاً، جزء لا يتجزأ من أراضي المملكة المغربية، في حين تطالب جبهة البوليساريو، مدعومة من الجزائر، باستفتاء على حق تقرير مصيرها.
وبعد حرب دامت 16 عاماً تم إقرار وقف لإطلاق النار في عام 1991. ومنذ ذلك التاريخ نشرت الأمم المتحدة بعثة لحفظ السلام قوامها 250 جندياً مكلفون مراقبة الهدنة.
وتصاعدت حدة التوتر العام الماضي بعدما أقام مقاتلو بوليساريو نقطة عسكرية جديدة في الكركرات قرب الحدود مع موريتانيا، وعلى مسافة قريبة من الجنود المغاربة، بعدما بدأ المغرب بشقّ طريق في جنوب منطقة عازلة تفصل بين الطرفين.
وفي معرض إعلان سعيه إلى “مكافحة التهريب”، بدأ الجيش المغربي في منتصف آب/أغسطس الماضي بشق طريق معبدة في جنوب الكركرات، خارج جداره الدفاعي المبني من حواجز رملية تمثل حدود الصحراء الغربية الخاضعة للسيطرة المغربية.
وبعد بدء الأعمال المغربية في محيط الكركرات، حذرت الأمم المتحدة من مخاطر الانزلاق العسكري في تلك المنطقة العازلة، فيما اعتبرت وثيقة سرية لمجلس الأمن الدولي أن طرفي النزاع انتهكا وقف إطلاق النار.
وبحسب الصحافة المغربية، هناك جزء فقط من الطريق المتنازع عليها، بطول أربعة كيلومترات، عبدته السلطات المغربية. وتوقفت الأشغال مع عمليات توغل البوليساريو، التي تضاعفت منذ كانون الأول/ديسمبر.
وأفادت مصادر مغربية بأن حركة المرور استؤنفت بشكل طبيعي الأسبوع الحالي على الطريق المذكورة.
واعتبر خداد، الأحد، أنه “في عام 1991، عندما وصلت البعثة الأممية بعد وقف إطلاق النار، لم تكن هناك طريق لا معبدة ولا قاحلة”.
وأضاف: “الأمر بسيط، لم يكن هناك أي خرق في الجدار الدفاعي. نطالب باحترام وقف إطلاق النار”.