قرر الأساتذة المرسبين تعليق الاضراب المفتوح عن الطعام في وقت المغرب، وذلك من أجل فسح المجال للمبادرة الوطنية والمجلس الوطني.
وجاء في نص البلاغ الذي أصدره الأساتذة المرسبين المضربين عن الطعام.
استمرارا في المعركة التـي يجسدها الأساتذة المتدربون المرسبون قسراً وانتقاماً من طرف الدولة، وبعد صمود بطولي في معركتهم التي استمرت أزيد من أربعة أشهر، ممركزة بشوارع الرباط، ونظرا لعدم تبين جدية الدولة في تعاطيها مع ملف الأساتذة المرسبين؛ حيث فضلت الصمت ونهج المناورة والتغليط تجاه الملف. قرر الأساتذة المرسبون الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع الرباط ابتداء من يوم الثلاثاء 23 ماي 2017.
انطلقت معركة الأمعاء الفارغة تحت شعار نجوع من أجل كرامتنا لتصل إلى يومها الثامن، في صمود واستبسال وإصرار بطولي على إسماع صوت الحق، وفضـح الترسيب الظالم الذي طال خيـرة مناضلي التنسيقية، حيث دخلت ثلاث مجموعات في الإضراب عن الطعام، مجموعة الصمود والتحدي والإصرار تباعاً، رغم تزامن الإضراب مع رمضان، إذ قرر الأساتذة في سابقة من نوعها الجمع بين الصيام والإضراب، رغم ما قد يتسبب فيه ذلك من تسريع للمضاعفات الخطيـرة على أجسادهم وصـحتهم.
حيث تجاوز عدد المنقولين إلى المستعجلات في حالة خطيرة ومستعجلة تسع حالات، منها ما تكرر مرتين، ما بين جفاف الكلي والحلق وارتفاع مهول في درجات الحرارة، وتقيؤ شديد مما نتج عنه مضاعفات عديدة من تقرح للمعدة، وانخفاض حاد في نسبة السكر والعديد من المعادن في الدم، وآلام أسفل البطن ونقصان كبير في أوزان المضربين والتـي ظهرت بارزة في وجوههم وهزالة أجسادهم.
ورغم كل المعاناة والآلام، لم ينل ذلك من عزم المضربين والمضربات ولا استعدادهم من أجل التضحية بأرواحهم بغية استرجاع حقهم المشروع بالعودة إلى أقسامهم والكشف عن محاضرهم والالتزام بمحضر 13 أبريل الموقع مع الدولة.
ومنذ بدأ الإضراب لم تتوقف الزيارات التضامنية لعدد كبيـر من الهيئات والمنظمات والشبيبات والجمعيات والتنسيقيات والبرلمانيين والشخصيات الوازنة، والتـي عبـرت عن مساندتها وانخراطها في الدفاع عن معركة الأساتذة المرسبين.
وبعدما أبان المضربون والمضربات عن استعداد تام للتضـحية من أجل انتـزاع حقوقهم المشروعة، تم تأسيس مبادرة وطنية لدعم الأساتذة المتدربين المرسبين يوم الجمعة 26 ماي، والتي تضم 30 هيئة حقوقية ونقابية وسياسية وأكثـر من 16 شخصية وطنية، عملت على وضع برنامج استعجالي ترافعـي ونضالي للعمل على الدفاع من أجل تحقيق مطالبنا، وتقدمت بمناشدة إنسانية للأساتذة المضربين بغية رفع الإضراب، وبعد تأسيس السكرتارية الوطنية وعقدها للاجتماع التأسيسي الذي سطرت فيه برنامجا عملياً لمواكبة ملف المرسبين، قدمت مناشدة ثانية يوم الأحد 82 ماي لتعليق الإضراب حفاظاً على حياة المضربين، ومن أجل فسـح مجال زمني لاشتغال المبادرة.
وفي نفس اليوم انعقد مجلس وطنـي استثنائي لتدارس خطوة الإضراب وما قد يترتب عنه من خطورة على صـحة المضربين وحياتهم، وقرر رفع ملتمس ورجاء للأساتذة المضربين من أجل رفع الإضراب عن الطعام، مقابل تسطير برنامج نضالي وطني يبتدئ بمسيرة وطنية يوم الأحد 04 يونيو على الساعة الثالثة بالرباط.
إثر كل هذه المستجدات، عقد الأساتذة المضربون بمعية باقي المرسبين جمعاً عاماً، وبعد نقاش طويل ومستفيض، وتقييم عام لمحطة الإضراب عن الطعام، نعلن للرأي العام ما يلي:
• اعتزازنا بالصمود البطولي الذي أبان عنه الأساتذة المرسبون وخاصة المضربون والمضربات عن الطعام؛
• نحيي عاليا كل الأحرار من منظمات وهيئات وأحزاب ونقابات وجمعيات وتنسيقيات وشخصيات وضمائر حية لما قدمته من دعم مادي ومعنوي خلال فترة الإضراب؛
• نحيي عاليا المبادرة الوطنية لمساندة الأساتذة المرسبين على تفاعلها الإيجابي مع قضيتنا، وإيمانها الراسخ بمظلوميتنا ومن خلالها نحيي كل الشخصيات والهيئات المنضوية تحتها؛
• نعلن عن تعليق إضرابنا عن الطعام تجاوبا مع كل المناشدات وعلى رأسها مناشدة المبادرة الوطنية لمساندة الأساتذة المرسبين وملتمس المجلس الوطني وكل الهيئات والشخصيات التي زارتنا، لنفسح الأجواء لبرنامجيهما الترافعي والتواصلي والنضالي؛
• عزمنا مواصلة النضال بكل الأشكال السلمية والمشروعة من أجل استرداد حقنا كاملاً غيـر منقوص؛
• تحميلنا الدولة مسؤولية أي إهمال أو تماطل مقصود في حل ملفنا، وكذا أي مضاعفات صحية قد تظهر على الأساتذة المضربين؛
• نحتفظ بحقنا الكامل في العودة لاستئناف الإضراب عن الطعام متى ظهر تعنت الدولة، تشبثا بحقنا وإصرار على استرجاعه؛
• تشبثنا بالتنسيقية الوطنية للأساتذة المتدربين إطارا صامدا ومناضلا ومستقلا.