أبرز جلالة الملك، في الرسالة السامية التي وجهها إلى المشاركين في أشغال المناظرة الدولية التي افتتحت أشغالها اليوم الثلاثاء بالصخيرات تحت شعار “كرة القدم الإفريقية هي رؤيتنا”، أن مستقبل إفريقيا يبقى رهينا بتأهيل شبابها، وفتح الآفاق أمامه لإبراز مؤهلاته، وبمدى القدرة على إدماجه.
وأكد جلالته في الرسالة التي تلاها أمام الحضور رشيد الطالبي العلمي ، وزير الشباب و الرياضة، “إن كرة القدم هي الرياضة الأكثر شعبية في إفريقيا، بل وفي العالم، وتحتل مكانة هامة في حياة شعوبها ؛ بل إنها تتجذر في أعماق هويتها الاجتماعية، موضحا أن تاريخ كرة القدم الإفريقية حافل بالإنجازات في مختلف التظاهرات العالمية، وبالمواهب الكروية الكبيرة، التي تألقت سواء على مستوى القارة، أو في أكبر الدوريات والفرق العالمية.
كما شدد جلالته على أن كرة القدم الإفريقية مطالبة اليوم، أكثر من أي وقت مضى، برفع تحديات التحديث والعصرنة، ومواكبة التطورات المتسارعة التي تعرفها الرياضة العالمية.
وقال جلالة الملك إن ذلك لن يتأتى إلا بترسيخ الحكامة الجيدة للهياكل التسييرية، وتحسين جودة التكوين، وتطوير البنيات التحتية، وتوفير متطلبات ولوج عالم الاحتراف، وتعزيز آليات تسويق المنتوج الكروي الإفريقي، وإيجاد التوازن بين تطوير كرة النخبة والكرة الجماهيرية.
كما أكد على الأهمية التي يوليها المغرب للتعاون الإفريقي البيني وحرصه على وضع التجربة التي راكمها في المجال الرياضي، رهن إشارة أشقائه الأفارقة، مذكرا في هذا الإطار بأن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم وقعت أكثر من 34 اتفاقية، همت العديد من المجالات كالتكوين والبنية التحتية، والطب الرياضي، وتبادل الخبرات التقنية، فضلا عن استقبال التربصات الإعدادية للفرق الوطنية لمجموعة من الدول الإفريقية الشقيقة، بمختلف فئاتها.
وأضاف جلالة الملك أن المغرب يتطلع لانبثاق قارة إفريقية قوية، متعاونة ومتضامنة، تتبوأ المكانة التي تستحقها في مختلف المؤسسات والمحافل الدولية، سواء على مستوى صناعة القرار، أو على مستوى المشاركة، أو بخصوص الدفاع عن حقها المشروع في تنظيم التظاهرات الكروية العالمية، وفي مقدمتها احتضان نهائيات كأس العالم.
وخلص جلالة الملك إلى أن هذا الملتقى الهام، بفضل الخبراء والكفاءات الكروية الإفريقية المشاركة فيه، وبما هو مشهود لهم به من غيرة إفريقية صادقة، سيمكن من بلورة رؤية مستقبلية لتطوير الكرة الإفريقية.