هذه المنطقة، التابعة للنفوذ الإداري لجماعة تيداس وتبعد عن عمالة إقليم الخميسات بأقل من 20 كيلومتر، و الجدير بالذكر أن هذه المنطقة تعيش وضعا مقلقا فمن جهة، تعرف غيابا تاما للبنيات التحتية خاصة المسلك الطرقي و شبكة الكهرباء و الماء الصالح للشرب و يعتبر هذه المنطقة بتيداس نموذجا للوضع الغير الطبيعي بالعالم القروي باقليم الخميسات.
إن على مستوى العزلة و التهميش الواضحين، فمشاكل المنطقة تظهر في غياب مسلك طرقي قادر على ربط المنطقة بالمجال الحضري للإقليم.
كما آن المنطقة تعاني من انعدام الماء الشروب و شبكة الكهرباء فمازالت الساكنة تعيش هاجس ضمان قطرة الماء للبهائم و الماشية كل يوم.
بل يلجأ الأطفال و النساء إلى التهافت على قطرات الماء من آبار بعض الضيعات الفلاحية الموجودة بالمنطقة، وهكذا نسجل بحسرة شديدة واقعا مزريا في حاجة إلى العناية و الرعاية عبر التدخل العاجل من طرف مختلف الفاعلين في الحقل التنموي خاصة الساهرين على دراسة ملفات المشاريع التي سوف تحظى بالدعم في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، و دور جماعة تيداس رئيسيا فيما يرجع إلى النهوض بهذا الواقع الهش بالمنطقة.
هذا الدور الذي يجب أن يظهر من خلال تقديم الدعم المالي و تمويل المشاريع التنموية التي تسعى هيئات المجتمع المدني العاملة محليا إلى تحقيقها، نظرا لما يعيشه مجال تدخلها من عزلة وما يتصف به من هشاشة على مستوى البنيات التحتية.
فغياب هذه البنيات و ضعف المعطيات المرتبطة بالجانب الاقتصادي للساكنة المحلية، يستدعي نهج مخطط استراتيجي تنموي بين الجماعة بالاقليم، و يبقى دور الهيئة المنتخبة محليا، ممثلة في مجلسها الجماعي، ذا مسؤولية على مستوى دعم و تمويل هذه المشاريع ماديا و معنويا.
فالمرحلة التي يعيشها المغرب خاصة فيما يرجع إلى أجرأة و تفعيل مضامين المبادرة الوطنية، تقتضي من الجميع الانخراط الكامل في هذه السيرورة التنموية المفتوحة و المندمجة، و نظرا لحداثة تأسيسها وقلة مداخيلها التي مازالت ترتبط بمساهمة المنخرطين، واقع يعيش حالة استثنائية تواجه فيها الساكنة تحديات و اكراهات على إيقاع العزلة و الظلمة و الصحة المفقودة و غياب فرص الاندماج المعرفي.
فعلى المستوى المرتبط بالطريق أو المسلك، أصبح من نافلة القول أن غياب المسالك الطرقية بالعالم القروي يعيق التحاق الساكنة القروية بمختلف المرافق خاصة الأسواق و المرافق الصحية و مختلف الإدارات.
إنه من الضروري التأكيد على أن التنقل بين العالم القروي و الحضري مشيا على الأقدام أو باستعمال الدواب و هي تنوء من حملها لمسافة طويلة أصبح يمثل أحد معيقات الحديث عن تحقيق التنمية البشرية المنشودة.
فاللجوء إلى وسائل النقل التقليدية أو الاعتماد على النقل السري يكلف المزيد من الجهد و الوقت كما أنه يحد من رغبة و إرادة المواطن القروي في خلق مشاريع تنموية مدرة للدخل ذات أهداف تسويقية من شأنها أن تساهم في تغذية الأسواق المجاورة بالمنتوجات الفلاحية بشكل دوري و منتظم.
فواقع الحال بكل من دوار تستيفت و مناطقه المجاورة، يجيز القول أنه يمثل نموذج العزلة و التهميش بجماعة تيداس نظرا لكون هذا الواقع يشير إلى أن الساكنة القروية بهذه المنطقة تعيش حالة من الفصام في علاقتها بمجالها الطبيعي المباشر نظرا لعدم توفر متغيرات و شروط استغلال إمكانيتها المتاحة.
و من خلال هذا المنبر الإعلامي، تطالب الساكنة المحلية من كافة الشركاء و الفاعلين في التنمية المحلية بما يلي: يناشدون جميع المسؤولين محليا و جهويا و و طنيا بهدف رد الاعتبار لهم حتى يحسوا أنهم يتمتعون بمواطنتهم كاملة تتيح لهم عيشا كريما كباقي سكان المناطق الذين استفادوا من شبكة الماء و الكهرباء، و تعبيد الطرق فك العزلة عن منطقة بهدف النهوض بالمنطقة اجتماعيا، ثقافيا و صحيا.